كلمتين راس
الخبر الذي ينتظره العمانيون
أكاد أجزم أنه ما من خبر أجمل لدى العمانيين من بيان رسمي يطمئنهم بأن “السلطان بخير”، وأن ما جرى خلال الأيام الماضية ليس إلا سحابة سوداء انقشعت، وسيمضون في بناء بلادهم بقيادة “قابوس” الذي رفع سقف أمانيهم وطموحاتهم منذ أن أعلنها قبل نحو خمسين عاما، بوعد الفجر الجديد الذي سيشرق على عمان.
بين خوف ورجاء يضع الشعب يده على قلبه، ليس من باب القلق على عمان، فهذه البلد التي بناها جلالته عبر العقود الماضية ليست هشة، كما يتصور بعض الذين لا يعرفونها، ولا يعرفون محبة العمانيين لبلادهم وقائدهم، بل قوية، وتكون أقوى ما تكون في الشدائد.. يضع الشعب يده على قلبه لأن ما يصيب سلطانه يشعر بألمه، وكمن يترقب ما أصاب أبيه، بين خشية أن يكون هناك الأسوأ، وبين إيمان بالقضاء والقدر، وأن ما كتبه الله يسري على جميع عباده، عظيمهم وضعيفهم.
ولأننا في زمن “التقنية” فإن أي حدث، يبقى قابلا للتداول، ويرتقي في سلم الاهتمامات حسب طبيعة الشخصية وتأثيراتها، ولأن صحة جلالته لا تهم العمانيين فقط، وكما يتضح من سيل التفاعلات على الشبكة العنكبوتية، فإن الملايين تتابع ما يحدث، وتسأل، وتتساءل، ووجد ما يسمى بالذباب الإلكتروني فرصته لإطلاق الإشاعات..
ونبقى، كعمانيين، أمام مسؤولية تاريخية كبيرة، وأمانة واجبنا القيام بها، أن نجعل عمان وراء كل قصد، محاذرين أن يجد المغرضون فرصتهم، وإذا كنا نترقب البيان الذي نتمناه، ونسأل الله به، أن يكون مطمئنا بأن جلالته بخير، فإنه علينا واجب الإيمان بقدرة الله على كل شيء، نرجوه العافية لسلطاننا العظيم، واللطف بالقلوب التي تدعو له، وما قدمته يداه منحه هذا الحب المستحق في قلوب آمنت به أبا محبا لشعبه..
ويبقى قدر الخالق فوق كل قدر.