تتحدث الدكتورة وفاء الشامسي عن تجربتها في الحجر المنزلي في ظل تفشي وباء كورونا كوفيد 19، وتعرض رؤيتها منذ بداية ظهور المرض في الصين قائلة: بالعودة إلى الفترة الأولى التي انتشر فيها الفيروس، في الصين تحديدًا، كان مجرد التفكير في أنه قد ينتشر ويشكل خطرًا عالميّا فكرة لم تكن لترد في أذهان المتتبعين للأمر، لذا سارت الحياة طبيعية حتى بدأ الوباء يتفشّى ويغطي مساحات كبيرة وغير متوقعة في العالم أجمع.
كنا نسمع الأخبار عن تزايد الحالات في الصين، وكانت الغالبية تتخذ ذلك مزحة كبيرة مستندين لما يمارسونه من عادات غذائية وصحية لا تستسيغها شعوب كثيرة، فغابت القيم الإنسانية، وتلاشت كثيرٌ من المبادئ الأخلاقية والاجتماعية، ولكن حين وقعنا فيما كانوا فيه بدأت المواقف تتغير، والإحساس بالأمن الصحي يتلاشى، فأنت مهدد بالإصابة في أي وقت، ومن أي شخص.
وتضيف وفاء الشامسي: إن هذه الأزمة تعتبر، لمن يتفكّر بعين العقل، درسًا إنسانيًا وتاريخيًا عظيمًا، تعلّمنا من خلاله أن هناك أولويات يجب أن تتعهدها السلطة بالرعاية والاهتمام كمجالات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والبحث العلمي، وأن الانفتاح العالمي مهم لتعزيز هذه المجالات، إضافة إلى الأهمية القصوى للمحافظة على القيم الإنسانية، وضرورة وضع معايير عريضة تجمع دول العالم، وتحكم علاقات الدول بعضها ببعض.
وفيما يتعلق بتطبيق إجراءات العزل المنزلي، وكيف تدير عملها عن، بعد تقول وفاء الشامسي: كان التطبيق مصحوبّا ببعض التهاون في البداية، وهذه حقيقة النفس البشرية، ولكن ما إن استقرأت من خلال متابعة أوضاع كورونا حول العالم كان لا بد من اتخاذ خطوات صارمة. لم يكن الأمر سهلًا في البدء، إذ أنني بعيدة عن عائلتي كوني في دولة شقيقة، ولكن كان لا بد من الالتزام فسلامتهم وسلامتي على المحك. إن القناعة بأهمية الحجر الصحي مهمة جدًا لتجاوز الحاجز النفسي بقبول مثل الأمر، والسماح بتعديل حياتك وتدويرها بنسبة 180 درجة عمّا كانت سابقا.
أنا أمارس عملي عن بعد من خلال تقديم محاضراتي، وقد بدأت فعليًا في استثمار وقتي من خلال تنفيذ ورش وبرامج تدريبية في مجال التخصص عبر منصّات تفاعلية للتدريب عن بعد، مع محاولة ابتكار مناشط مختلفة للتغلّب على أزمة البقاء في المنزل.
وترى وفاء الشامسي أنه لكي تتغلب الصين على تفشي المرض فرضت الحجر المنزلي الصارم، وفي الوقت نفسه كانت الجهود حثيثة في المجال الطبي لإيجاد علاج للفايروس. وتعتقد وفاء الشامسي أننا ما زلنا نعاني أزمة في الوعي بمخاطر هذه الأمراض الوبائية، وبالتالي فإن الإجراءات الاحترازية التي تم اتباعها يفترض أن تكون أكثر صرامة وحدة؛ فالأمر لا يستهان به، وأعتقد ان التحرك الذي بدأ في الفترة الأخيرة يعكس التوجه نحو اتخاذ إجراءات صارمة في الحد من انتشار الفايروس. ويبقى الوعي والإحساس بالمسؤولية المجتمعية من المحركات الأساسية للمساهمة في انحسار انتشار المرض.