صدر للكاتب سعود الحارثي كتابان جديدان، حمل الأول عنوان “الأندلس.. تطواف بين زمنين” والثاني “كورونا، العجز البشري.. والمصير”، لينضما إلى مجموعة من الإصدارات قدمها الحارثي خلال السنوات الماضية.
يشير الحارثي في كتابه الأول إلى ما تحدثه تلك البقاع الأندلسية من حنين، متسائلا: هل هو وجع الحنين إلى الماضي؟ وهل نشتاق إلى ملوكها العظام، وشعرائها وأدبائها الذين تغنوا عشقا بوطن الجمال والفن والإبداع؟.
وعبر مجموعة من الفصول تحدث الحارثي عن مشاهداته في المدن الإسبانية، حيث كتب عن “برشلونة.. حياة أخرى” وفي بلنسية رأى أن “المعمار ينطق”، وفي غرناطة “فخامة الأمكنة” وعن قرطبة فهي “أبجدية الأندلس”، وإشبيلية “حدائق الوادي الكبير”، أما عن ملقة فهي “ضوع الحضارة”، ومدريد فعاصمة أوروبية “أسسها العرب” مؤكدا في مقاله الأخير داخل الكتاب بأن “العرب لم يستعمروا إسبانيا”، مشيرا في مقدمة الكتاب وجهة النظر هذه حينما أشار إلى أنها “الأرض التي عاش فيها العرب مع غيرهم من الأعراق والشعوب فاعلين ومؤثرين، منتجين ومبدعين، مدركين لقدراتهم وإمكاناتهم التي أهلتهم ليكونوا سادة العالم فاستثمروها بما يخدم عقيدتهم ويصلح شؤون وأحوال الأمم والشعوب” مضيفا بأن الحكم العربي الإسلامي في الأندلس “قدم نموذجا لقيم الإسلام العظيمة، ونجاحا باهرا في ممارستها عمليا من خلال صور التعايش والتسامح وتقبل مختلف الأعراق والأديان والعقائد والثقافات، فشكل مجتمعا إنسانيا متكاملا متحابا متجانسا”.
ويطرح في كتابه الثاني عبر مجموعة من المقالات الحالة التي عاشها العالم خلال فترة جائحة كورونا، مركزا ضمن سياقات عدة على الشأن المحلي، حيث يشير إلى أن الوباء قدم “رسالة قوية إلى البشرية بأنها ليست في منأى عن المخاطر والكوارث مهما بلغت من علم ومعرفة وتقدم، ووضع العالم أمام تحديات واختبارات يجب الاستفادة منها في مواصلة الأبحاث والتقدم العلمي، والاهتمام بصحة الإنسان وتمويل المختبرات والمراكز العلمية التي تعنى بدراسة الأوبئة بدلا من ضخ تريليونات الدولارات على مصنع ومختبرات الأسلحة التي تفتك بالبشر”.
ويأتي هذا الكتاب كوثيقة لمرحلة مهمة عاشتها سلطنة عمان وهي تجابه ذلك الوباء ومخاطره، إضافة إلى التجاذبات العالمية حول الإجراءات المتبعة والجدل حول اللقاحات، وغير ذلك من المفارقات التي أحدثتها الجائحة التي اجتاحت العالم.
يذكر أن الكتابين صدرا عن مؤسسة اللبان للنشر، لتختتم بهما عامها الثاني بمجموعة عناوين بلغت نحو 140 كتابا.