كاتبة مثابرة وقاصة أثبتت حضورها عبر أكثر من مجموعة قصصية، حظيت بتقدير الكتاب المتابعين، وحجزت لنفسها موقعا بين كتاب القصة القصيرة العمانية المعاصرة. أنها القاصة إشراق النهدي. ندخل إلى خلوتها في الحجر المنزلي. نقلب أوراقها ونتعرف على تفاصيل يومياتها وكيف تقضي لحظات الحجر الصحي.
في البدء تتحدث إشراق النهدي عن الدرس الذي تعتقد أننا تعلمناه من أزمة انتشار كورونا، فتقول: لقد أسهم كورونا في تعميق الشعور الديني لدينا، فعلاوة على النظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة بنا، فقد وثق في داخلنا رابط الإيمان واليقين بالله، من خلال الدعاء والالتجاء إلى الله. ورغم التحضر والتقدم تظل البلدان عاجزة أمام فيروس لا كيان مرئيا له. وهذا إنما يدل على قدرة الله الكامنة.
وحول يومياتها في الحجر المنزلي وكيف تطبق قرار المكوث في البيت تقول القاصة إشراق النهدي: ببساطة جلست بالبيت. مادة الحياة هي الوقت، وقد استنزفت منا كثيرا بسبب العمل والمشاغل والمشاوير. وكورونا أتاح لنا مساحة من العزلة والصفاء، فتعرفت إلى ذاتي وحياتي واتخذت بعض القرارات المهمة. تخليت عن بعض الأشياء التي كانت تثقل كاهل عقلي وتقلقني. ربما أعدت صياغة حياتي وأفكاري. قرأت كتبا وشاهدت أفلاما، وحاليا أحاول إكمال كتابي القادم. الحياة تمر ببطء ولكنها تعلمنا بالتأكيد.
وفيم يتعلق بالإجراءات الوقائية المتخذة في السلطنة تقول إشراق النهدي أنها كافية والحكومة لم تقصر أبدا، وخاصة مبادرة علاج جميع الجنسيات دون الأخذ بعين الاعتبار الإقامات والكفالات المترتبة على وجودهم. ولكن يظل الوعي الذاتي والوازع الفردي الركيزة الأولى لحماية الصحة. على الفرد مسؤولية حماية نفسه من أجل أسرته وعائلته. هذه الظروف علمتنا المسؤولية والانضباط والتكافل والتعاون في المجتمع، خاصة تحت ظروف قاهرة كهذه. وهنا تتضح لنا المعادن الحقيقية للمجتمعات والشخصيات. سيتغير العالم بعد كورونا وربما تعلمنا شيئا مختلفا كفيلا بأن يجعلنا نحترم الحياة والبشرية وننصف مخلوقات الله بشتى أنواعها. لن يكون هناك مباهاة وتفاخر بالتطور والتكنولوجيا، فهي وسائل لتسهيل الحياة وليست الحياة بمجملها. وتبقى قدرة الله المهيمنة في الكون.