العام
من هي “أنتيفا”.. الحركة التي أرعبت ترامب!
عادت حركة “أنتيفا” إلى تصدر المشهد الإعلامي في الولايات المتحدة، بل والعالم، بعد اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لها بـ”إثارة الفتن والوقوف خلف حركة الاحتجاجات” الراهنة.
وتنديدا بمقتل مواطن أمريكي من أصول إفريقية على يد شرطي أبيض، تشهد الولايات المتحدة منذ 26 مايو الماضي، احتجاجات تتخللها أعمال عنف بين المحتجين والشرطة.
وقال ترامب، في تغريدة الأحد الماضي، أنه يعتزم تصنيف “أنتيفا”، وهي حركة نشطاء يسارية مناهضة للفاشية، “منظمة إرهابية محلية”، بعد أن حمّل “اليساريين الراديكاليين” المسؤولية عن إثارة الفوضى.
وما زالت تعم الولايات المتحدة احتجاجات عنيفة، رفضا لمقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي أسود البشرة، ظهر في مقطع مصور وهو يحاول التنفس بصعوبة، فيما كان شرطي أبيض يجثو بركبته على عنقه، في منيابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا، ثم فارق الحياة في 25 مايو.
وخلال الاحتجاجات، جرى نهب أماكن عمل عديدة، وإضرام النيران في العديد من وسائل النقل العامة والخاصة.
وشدد ترامب على الحاجة إلى تحقيق العدالة لفلويد، في حين اتهم المتظاهرين بالانتماء إلى “أنتيفا”.
وقال في أحد تصريحاته: “هذه مجموعات يسارية متطرفة منظمة تلوث ذكرى فلويد. يجب أن تنتهي أحداث العنف حفاظا على ذكراه. حركة أنتيفا عبارة عن مجموعة الراديكاليين اليساريين والناس السيئين، يحتاجون إلى تعليمهم أنهم لا يستطيعون التصرف بهذه الطريقة”.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترامب تسعى بشكل جاد إلى إدراج “أنتيفا” رسميا كمنظمة إرهابية، إذ يتطلب ذلك تنسيقا مع أجهزة اتحادية عديدة.
وطرحت التطورات على الساحة الأمريكية مجموعة من الأسئلة حول حركة “أنتيفا”، التي بدأت تظهر على السطح بشكل متكرر منذ انتخاب الجمهوري ترامب رئيسا في نوفمبر 2016.
ألمانيا النازية
حركة “أنتيفا” هي اختصار لعبارة “مناهضة الفاشية”، وظهرت أول مرة في ألمانيا النازية خلال ثلاثينيات القرن العشرين.
تقوم الحركة على فكرة رئيسية، هي أن “أدولف هتلر والنازيين ما كانوا ليفعلوا ما فعلوه في ألمانيا لو أنهم جوبهوا بردة فعل كافية”.
وتوصف “أنتيفا” بصفات مثل أنها “حركة يسارية”، و”مناهضة للفاشية”، و”نشطاء سياسيون متشددون”.
وبدأت الحركة بتنظيم كوادرها ضد النازيين الجدد في الولايات المتحدة، أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، وخاصة في منطقة الغرب الأوسط.
ويتردد أن الحركة تعقد اجتماعات في دول معينة من وقت إلى آخر، رغم أنها لا تمتلك، وفق المعلن، مقرا وزعيما محددين.
وتعارض “أنتيفا” الحركات العنصرية والنازية الجديدة والفاشية الجديدة، وظهرت كحركة مقاومة ضد “اليمين البديل” في السنوات الأخيرة.
مناهضة لترامب
بعد فترة من الركود، منذ بداية العقد الأول من القرن الحالي، بدأت “أنتيفا” بالظهور في الشوارع مرة أخرى، منذ انتخاب ترامب.
ونظمت الحركة احتجاجات في مناطق كثيرة، خلال مراسم أداء ترامب اليمين الرئاسية، في 20 يناير 2017.
وفي العام نفسه، ظهرت الحركة مجددا في الميادين، خلال أحداث عنف اندلعت بعد تظاهرات نظمها أنصار تفوق العرق الأبيض في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا.
وخلال الاحتجاجات الحالية، حمل ترامب الحركة مسؤولية أعمال النهب والعنف، التي تخللت الاحتجاجات في العديد من المدن الأمريكية بعد مقتل فلويد.
عنف وسلاح
رغم أن خطاب “أنتيفا” الرسمي يشدد على “مناهضة العنف”، إلا أن أعضاء في الحركة يقولون أنهم يعتبرون العنف والأسلحة “ضروريين للدفاع عن النفس”، بحسب أحاديث لهم مع وسائل إعلام، منها “سي إن إن” و”بي بي سي”.
وفي السنوات الأخيرة، هاجمت الحركة، التي كانت مسؤولة عن تحويل تظاهرات أمريكية عديدة إلى “أعمال عنف”، الحركات “اليمينية المتطرفة” في الفضاء الإلكتروني.
وتدعو الحركة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الجماهير إلى النزول للشوارع وتنظيم احتجاجات ضد الحركات التي تصفها بـ”اليمين” أو “العنصرية”.
وعادة ما يظهر أعضاء الحركة بملابس سوداء، مثل المجموعات “الأناركية” الأخرى، التي ظهرت خلال فترة ألمانيا النازية.
تعاون مع “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابية
اشتهرت “أنتيفا”، وفق تقارير إعلامية دولية، بتعاطفها وتعاونها مع منظمة “بي كا كا/ ي ب ك”، تحت عنوان “النضال ضد تنظيم داعش” الإرهابي.
وتلقى عدد من أعضاء الحركة تدريبا في مناطق تسيطر عليها منظمة “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابية شمالي سوريا.
وبعد تهديد ترامب للحركة، قال محللون أمريكيون، في أحاديث لقنوات تلفزيونية محافظة بالولايات المتحدة، أن “أنتيفا” تعمل بشكل مباشر مع “بي كا كا” في سوريا، التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية.
المصدر: الأناضول