الشوربة الصناعية الرابعة

ماهر الزدجالي

على الرغم من أن الثورة الصناعية الأولى مرت ونحن كنا (نائمين ) فإنه لا أحد يستطيع أن يلومنا لأن النوم سلطان مثلما تعرفون، وعندما مرت الثورة الصناعية الثانية حاولنا الجري خلفها ولكن الحذاء كان ضيقا ولم نستطع اللحاق بها، وانتظرنا بعدها سنين طويلة وسعينا خلف الثورة الصناعية الثالثة ولكن أيضا بسبب الازدحام المروري لم نلحق بها..!
وبما أننا الآن نعيش عصر الثورة الصناعية الرابعة دعونا ننسى الماضي ونبدأ صفحة جديدة ونحاول اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة ومبادئها ولأن الموضوع لا يحتمل التأجيل أو الأخطاء وحرصا على هذه الفرصة الثمينة التي لن تتكرر فإن لدي (شوية) نصائح وإرشادات حتى نستطيع اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة وننطلق بعدها إلى المستقبل.
اولا: أن نملأ الصحف ووسائل الاعلام بالأخبار والمعلومات عن الثورة الصناعية الرابعة وصورها وأشكالها وعلى أي شخص يشاهدها (تتمشى) في الشارع يحاول التمسك بها.
ثانيا: من الجيد أن نقوم بتنظيم مؤتمرات وندوات ونشكل لجانًا تطوعية ولجانًا تنفيذية ولجانًا إشرافية ولجان احتياط أيضا استعدادا لمرور الثورة الصناعية الرابعة والتي ستكون أسرع هذه المرة مثلما يقول الخبراء ولهذا علينا اللحاق بها بأكبر قدر ممكن من البشر وبأسلوب منظم وأن نشتري حذاء رياضيا مريح للقدمين.
وحتى نحقق أكبر قدر ممكن من الاستفادة والقيمة المضافة بالإمكان فتح باب الاستثمار في الطريق الذي سوف تمر فيه الثورة الصناعية الرابعة لأن هناك الكثير سوف يحاول اللحاق بها وربما يريد أن يستريح في الطريق فلابد من توفير بعض الاستراحات والمقاهي ومطاعم (المندي)، ولكي نضمن نزاهة الاستثمار سوف نشكل لجنة أيضا لتقديم رؤيتها الاقتصادية في هذا المجال.
ومن ناحية أخرى فإن هناك الكثير من الدول المتقدمة استطاعت اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة وهي موجودة لديهم وهناك من استطاع التصوير معها أيضا ولذلك يجب علينا إختيار عدة وفود رفيعة المستوى من كبار المسؤولين لأخذ جولة إلى هذه الدول للإطلاع على هذه الثورة والتعرف على شكلها وماذا تحب أن تأكل؟ولا مانع من أخذ لفة سياحية للتعرف على الظروف المناخية هناك وبعدها العودة وتسلم زمام المبادرة في اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة عندما تمر.
وآخر نصيحة وهي نصيحة غير ملزمة أقترح أن يتم تغيير كلمة الثورة لأنها ترتبط عند البعض بالفوضى وأحيانا الدمار لذلك أقترح تغيير مسماها إلى شيء خفيف على اللسان والبلع ..
ما رأيكم في الشوربة الصناعية الرابعة ؟!