صدر للكاتبة جليلة النعمانية كتاب “على قيد الأمل” الذي يروي عن قرب معاناة المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسب “الإيدز”، مقدمة الإهداء “إلى كل من رفض أن يتوارى خلف الانكسار، مدركا بأن بعد كل ليل حالك نور نهار”، فيما يكتب د. طلال الرواحي عن الإصدار بأنه سعي “أن نبقي أنفسنا ونبقيكم جميعا على قيد الأمل، لتكونون جميعا ذلك النبراس الذي يتبعه كل حائر باحثا عن شيء من ذلك الأمان”.
وتوضح الكاتبة جليلة النعمانية أن كتابها يتضمن قصصا متنوعة، لمتعايشين مع المرض “جمعتها للإفادة، فقد عشت وتعايشت معهم، رأيت المرض يكبر تارة فتكبر معه هممهم، بكيت أحيانا كثيرة لوجعهد ولفقدهم، اكتوى قلبي حزنا لما وجدوه من التمييز والوصمة والتنفير ممن يعيشون حولهم عدا من رحم ربي، اعتزلوهم خوفا ومهابة، فزادوهم حزنا وكآبة، فأردنا أن نعيدهم إلينا، وأن نبث في نفوسهم الطمأنينة ونمنحهم بعض السكينة”.
وتصف المؤلفة الحكايات بأنها “قصص كتبت بقلوب يستوطنها الجمر، وعيون لا يجف لها دمع، ونفوس لا تفتأ تتنهد بزفرات تنبيء بالحسرات، قصص كتبت بإذنهم وبأسماء مستعارة، مستصرخين راجين منكم أن تستوعبوهم، أن تحتضنوهم، فهم بشر مثلنا، منتجون ولهم مكانتهم في المجتمع، فهناك مربو الأجيال، وملائكة الرحمة، وحماة الوطن، وغيرهم ممن بإمكانهم أن يكونوا رقما فارقا في هذا العالم” مشيرة إلى أنهم فقط “بحاجة إلى بصيص من نور ليتبعوه لإنارة ما حولهم”.
وتضيف النعمانية في تقديمها لكتابها الصادر عن دار لبان للنشر أنه “يتكيء في المقام الأول على مرويات شفهية من أصحاب الوقائع أنفسهم، الذيت فتحوا أبواب قلوبهم وتركوها مشرعة”، مضيفة “ليكون لي شرف أن أمثل لهم الناطق الرسمي باسمهم والمعبر عنهم، لقد كانت تجربتي معهم تجربة ثرية، عشت تفاصيل مرضهم كاملة، وألممت إلماحا جيدا بكواليسها، بعد أن أعطوني الضوء الأخضر للحصول على هذا الامتياز، ومنحوني ثقتهم التامة”.
وتحت عنوان “أنت لست وحيدا” تسرد المؤلفة تاريخ المرض وبداياتها صيف عام 1981 مشيرة إلى مجموعة من أسماء الشخصيات المعروفة عالميا أصيبت بهذا المرض، لتبدأ بعد ذلك بسرد الحكايات على ألسن أصحابها، مع إشارات إلى حقائق علمية بعد كل حكاية، وما هو الخطأ والشائع، وماذا يقول العلم في ذلك.
ومن أبرز الأخطاء الشائعة هو الاعتقاد بأن فيروس نقص المناعة هو نفسه مرض الإيدز، فالصحيح أن مرض الإيدز هو المرحلة المتقدمة والأخيرة من ضمن عدة مراحل يمر بها مصاب فيروس نقص المناعة المكتسب.
وتختتم المؤلفة جليلة النعمانية إصدارها بالقول أنه “ربما أدركتم هنا بأنه من عاش على قيد الأمل لن يموت، وإن وافاه الأجل.. لأنه أهدى ما تبقى له من حياة لتكون لغيره حياة، وما أجمل أن تكون للحياة حياة، وكفى..”.
يذكر أن المؤلفة تعمل “ممرضة قانونية أولى بالمستشفى السلطاني منذ أكثر من 14 عاما، قضت أول 11 سنة منها في مجال الأمراض المعدية ومرض نقص المناعة المكتسب، وهي عضو بارز في الإرشاد النفسي لهذا المرض، ولها فيه أوراق علمية منشورة في دوريات طبية محكمة، وحضرت مؤتمرات عديدة داخل السلطنة وخارجها.