صدر للدكتورة حنان بنت إبراهيم الشحية كتاب “عمان ودبلوماسية السلام” الذي اعتبرته “معينا لكل باحث معرفة وطالب علم فيما يتعلق بدبلوماسية السلام العمانية التي وجدت مبادئها منذ أن وجد الإنسان العماني. بكل ما حمله من صداقة وتسامح وتبادل منافع مع شعوب العالم”.
وأشارت الشحية إلى أن الكتاب يسعى إلى تقديم صورة لدبلوماسية السلام والنموذج العماني فيها، إذ يطرحها عبر شقين الأول هو شق مفاهيمي يقدم تعريفا لمفهوم دبلوماسية السلام مقابل المفاهيم الأخرى المرتطبة بالسلام والمستخدمة في مجال العلاقات الدولية، كما يتناول الأسس والقواعد التي يقوم عليها عدد من الصراعات المسلحة التي مر بها العالم والتي ساهمت دبلوماسية السلام في حلّها، مضيفة أن الشق الثاني يختص “بالنموذج العماني لدبلوماسية السلام، إذ يتتبّع جذور سياسة السلام العمانية، ويستعرض أهم مرتكزاتها، كما يتناول قرائن وشواهد هذه السياسة كما تبلورت واتضحت في فكر السلطان قابوس -رحمه الله- عبر مراحل النهضة العمانية الحديثة، بدءا من مرحلة التأسيس، مرورا بمرحلة البناء، ووصولا إلى مرحلة الدولة العصرية الحديثة، وكما رسخها وعززها من بعده جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- عبر رسم وتنفيذ نهضة تنموية متجددة، تواكب تحديات ومتطلبات المرحلة الراهنة، وطموحات الشعب بكافة أطيافه”.
كما تستعرض المؤلفة د. حنان الشحية “ابرز مكونات عناصره وإنجازاته التي حققت لعمان مكانة دولية بوصفها مساهما في صنع السلام وأعطتها تقديرا وتأثيرا يفخر بها كل عماني”.
ويأتي عنوان الباب الأول للكتاب “تطور مفهوم الدبلوماسية وصولا إلى دبلوماسية السلام، مستعرضا معناها وأنماطها، ومبدأ التسوية السلمية للنزاعات، ومفاهيم مرتبطة بها، إضافة إلى الوسائل الدبلوماسية للتسوية، من حيث المفاوضات والمساعي الحميدة والوساطة والتوفيق، أو المصالحة الدولية، والتحقيق، وغيرها، وصولا إلى الباب الثاني الذي يتناول المنظمات الدولية والإقليمية ودورها في ترسيخ دبلوماسية السلام، ثم تقدم المؤلفة أمثلة من التاريخ الحديث على دبلوماسية السلام”.
وتمضي المؤلفة د. حنان الشحية في فصول كتابها، وصولا إلى الفصل الثاني المخصص لدبلوماسية السلام العمانية بشكلها الحديث، بدءا من الحديث عن تشكّلها عبر مراحل تكوين الدولة المختلفة، وفي الفصل الرابع تتحدث عن عمان تحت قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم، من حيث استمرارية دبلوماسية السلام وبناء دولة المستقبل، على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وتؤكد في خاتمة الكتاب على” إن مسيرة الدبلوماسية العمانية المعاصرة هي أوسع وأشمل من أن يحتويها كتاب، فعمر النهضة المباركة حافل بالكثير من المواقف والأحداث، والقرارات، والتوجيهات، والسياسات التي عكس فيها قيادات البلاد سياسة فريدة من نوعها، ورؤية سابقة لزمانها، وبالتالي فإن مكا طرح هنا ما هو إلا محاولة متواضعة للإلمام بأبرز جوانب هذه الدبلوماسية”
وأضافت المؤلفة إن “دبلوماسية السلام هي نهج بلا شك يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى، فهو الملجأ الآمن إن اشتدت الخطوب، والوجه الحضاري المطلوب للإنسانية، ولذلك يتعين على المجتمع الدولي أن يعزز كافة الجهود الرامية للعمل من أجله وعبره. وقد كانت الدبلوماسية العمانية -وما زالت- حريصة على اعتناق السلام مبدأً ونهجا ثابتا في كل مواقفها وتحركاتها الدولية، وعلى العمل مع باقي دول العالم لتعزيزه والدفع نحوه”
وأشارت إلى أن “هذه الدبلوماسية نجحت إلى الآن في ترجمة هذا الحرص إلى واقع ملموس يشهد له الكثيرون، إلا أنها تدرك أن هناك تحديات مستمرة يشكلها واقع السياسات المتغيرة، تفرض عليها التعامل الحذر والفطن للإبقاء على منطق الحكمة والعقل في العالم”