لا عجب إن وصفت امرأة في السبعين من عمرها الرجل البخيل بأنه “الشايب سلوم”، فالدور الذي أتقنه الفنان سعود الدرمكي بقي عالقا في أذهان جيل فتح عينيه على الدراما العمانية فوجد “سعود الفن” أحد أعمدتها، بجوار آخرين، بعضهم من ترجّل بالموت، وآخر انحاز إلى اليأس، مفضلا الابتعاد، لكن هناك من سار في الدرب معه، فكوّنوا أيقونة الدراما العمانية، تلك التي تحتاج إلى هذه الوجود لتثبت عراقتها، مهما كانت طموحات الشباب ومواهبهم، ورغبتهم في العطاء.
تنازل الدرمكي عن الخشبة طويلا، لكنه بقي معطاء في الأعمال الدرامية على الشاشة الصغيرة، مقدما أدوارا متنوعة، لكنه بقي بعيدا عن “الشايب سلوم” كونها الشخصية الكاريكاتيرية الآتية من الأمس، التي تضحكنا على مواقفه، بعبق هويته المحلية، تلك التي لا تخطؤها العين، حين تنساب اللهجة على لسانه، عميقة ومعبرة، وقادرة على مخاطبة الأصالة فينا.
كانت أولى ضحكاتنا عبر الشاشة الصغيرة العمانية بحضور الدرمكي، وبقيت تترقب الفنان الذي يحتاج إلى مساحته الخاصة ليعطي أكثر..
وعلى ثقة أن المرض، أيا كان، لن يهزم سعود القوي، والقادر على إطلاق الضحكة في قلوبنا، بتلك الثقة التي كان عليها يوم أن أخلص لشخصية الشايب سلوم فجاءت حاضرة في ذاكرة الكثيرين.
شهادة نشرت في كتاب صدر بمناسبة تكريم الفنان سعود الدرمكي رحمه الله والفنان صالح زعل.. وذلك في امارة الشارقة قبل شهرين تقريبا