صدر للدكتورة فريدة الحارثية كتاب “صرخة مدمن” الذي يتناول ظاهرة الإدمان وأدوار ومسؤوليات الأفراد والأسرة والمجتمع تجاه تلك المشكلة، كما يتناول مفهوم الإدمان، وأنواع المخدرات، وتأثيرها، والعوامل المؤثرة في الإدمان، وطرق العلاج والوقاة منه، بالإضافة إلى نماذج لخبرات أشخاص أدمنوا وتعافوا، ودراسات ميدانية لمدمنين خلف القضبان.
وتصدرت الكتاب كلمة / رسالة من سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة الذي أكد على أهمية العقل باعتباره ميزة الإنسان وجوهر حياته، ولذلك كان الحفاظ على سلامته من كل المؤثرات الذاتية أو الخارجية ضرورة فطرية ومطلبا شرعيا.
ويأتي الكتاب في أربعة فصول، الأول يركز على الأدوار، وسؤال: على من تقع مسؤولية المتعاطي؟ من خلال البحث في أدوار الفرد والأسرة والمجتمع ودور المؤسسات الأخرى في المجتمع كوزارات الصحة والإعلام والأوقاف وغيرها.
أما الفصل الثاني فهو دراسة ميدانية قامت بها المؤلفة، وقدمت نتائج تحليلها، من حيث مرحلة المراهقة والشباب، وجنس المتعاطين، والأسباب، والصدمة عند الطفولة، وسهولة الحصول على المخدر، وفي الفصل الثالث تبحث في المخدرات من حيث تعريفها والمفاهيم المتعلقة بالتعاطي والإدمان، ويأتي الفصل الرابع مكرسا تحت عنوان الزمالة، دارسا عناوين مثل التعافي والانتكاسة واستراتيجية التقليل من الإدمان وآلية علاج المدمن داخل السجن وخارجه.
وتشير المؤلفة د. فريدة الحارثية إلى أن مشكلة المخدرات أخطر من الجائحة، “فهي مرض منتشر في كل المجتمعات والقارات، تصيب عددا كبيرا من الشباب، الكبار منهم والصغار، الأثرياء والفقراء، جميع الطبقات الاجتماعية والأوساط الفنية والسياسية والرياضية، بلا استثناء، ويموت الملايين منها”، مشددة على أهمية تكاتف الجهود “وتتعاون كل الفئات الاجتماعية حتى يتم القضاء عليها”، منوهة بضرورة أن تبدأ التوعية الوقائية من الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والجهات المعنية للوصول إلى نتائج أفضل لمحاربة الإدمان بكافة صوره، والقضاء على تجار المخدرات والمهربين والمروجين وبائعي السموم على اختلاف توجهاتهم”.
يذكر أن المؤلفة حاصلة على بكالريوس علم الكيمياء من جامعة قطر عام 1984، ودبلوم عالي في العلم الجنائي من جامعة ستراثكلايد من المملكة المتحدة عام 1986م، وماجستير في الكيمياء من جامعة لافبرا، والدكتوراة في العلم الجنائي من نفس الجامعة، وعملت في هذا المضمار أكثر من 30 عاما في شرطة عمان السلطانية.