مقالات

فتح الملفات.. و”البلاوي”

 

بحكم حاسة الشم الصحفية التي اكتسبتها عبر أكثر من ثلاثة عقود من العمل في هذا المجال، المهم (والمهمّـــ…ش) في نفس الوقت، أجدني على علاقة تماس دائمة مع الشأن المحلي، كمتابع له عن قرب، خاصة في فترة كتابة الأعمدة اليومية..

أصمت أحيانا.. حينما أفقد الأمل، أو أتجنب قول ما يعتبره البعض إثارة، أو سلبية، أو عدم وضوح رؤية لما يحدث في مسار ما، أو قضية يكثر فيها اللغط أكثر من سطوع الحقيقة.

أكثر من مصدر، مطلع، في أمكنة عدة داخل القطاع الحكومي، ممن تولوا الأمر بعد سابقين، رحلوا طائعين أو مكرهين، وجدت لديهم جملة تكاد تتشابه في مضمونها: “طلعت بلاوي”..

والبلاوي هذه إشارة إلى مخالفات مالية أو فوضى إدارية.. والأخيرة تتسبب في الأولى، لأن المنظومة الجيدة لا تسمح ولا تتهاون مع قاطفي ثمار المال العام، تحت أي مسمى، قانوني أو غير قانوني.

حسنا.. لماذا كانت “البلاوي”؟ ولماذا “تطلع الحين”؟!

لا نحتاج إلى كثير من الكلام حول إجابات السؤالين، فهناك ما يمكن أن يقال وما لا يمكن أن يقال، وفي كل الحالات فتّش عن “الإعلام الصامت” أو المجبر على الصمت.. تجاه المخالفات التي كانت حديث المجالس في كل مكان، ووقت.

وأجدني مستفزا أمام جملة أصبح الكثيرون يرددونها، وهي “صاها كلّها لعبة”، وأشعر بها سهما ساما لا يليق بوطن نحبه، ونتفاخر أننا نحبه، ونغني ليل نهار أننا نحبه، لكننا في أي وقت جاهزون للاستفادة من الفرص، لتحقيق منفعة شخصية.. نتساوى في ذلك، الكبار والصغار، فقط أن الكبار أمامهم الفرص كبيرة.. والصغار “على قدّهم”.

إذن نحن أمام مرحلة صعبة، ليست إقتصادية، ولا صحية، بل محاسبية، رقابية، قد تفتح فيها ملفّات، وكما كانت عظيمة تلك الجملة التي شدّتني كثيرا، ومصاغة بدقّة متناهية، حيث وضعت اليد على الجرح، وقدمت الرؤية، وحددت الهدف، حينما شدد جلالته على “أنَّ العملَ مستمرٌّ في مراجعةِ الجوانبِ التشريعيةِ والرقابيةِ وتطويرِ أدواتِ المساءلةِ والمحاسبة ، لتكون ركيزةً أساسيةً من ركائزِ عُمانَ المستقبلِ، مؤكدينَ على أهميتِها الحاسمةِ في صون ِحقوقِ الوطنِ والمواطنين ودورِها في ترسيخ ِالعدالةِ والنـزاهةِ وستحْظى هذه المنظومةُ برعايتِنا الخاصة بإذن ِاللهِ تعالى”.

وفي كل جملة.. درس.

وبما يدعو إلى أقصى حالات التفاؤل.. فالهدف: ترسيخ العدالة والنزاهة، وهذا صمام أمان للوطن والمواطن.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق