إصداراتنا
“نوارس” سيف الرمضاني: قصائد بنكهة الحنين
يعود الشاعر الدكتور سيف الرمضاني إلى قرائه مستأنفا مشواره مع النشر بعد أكثر من ثماني سنوات من صدور ديوانه الأخير “فانوس” عام 2012م، وسبقه بديوان “ريفية” بنحو عشرين عاما، أي في عام 1992م.
ويفتتح الرمضاني ديوانه الجديد “نوارس” بقصيدة بذات العنوان، بمثابة إهداء لتلك النوارس التي أطلق اسمها على إصداره الشعري:
كلّ النوارس قد تطفو وتصطفق
إلاه نورس شعري طبعه الغرق
طارت مع الغيم حيث الخصب يحملها
ووحده ظلّ.. لا ظل ولا ورق
متيم بخيوط الشمس يغزلها
مراوحا ومظلات لمن عرقوا..
مقدما الإهداء للعاجنين بهذه الأرض سحنتهم، وللصابرين على الشكوى “وما نطقوا” وللعشاق، وللواقفات بوجه الريج كأفئدة من الغمام:
لهن نورس شعري حاك قصته
قصيدة، وبها يحلوا له الغرق.
تتأنق القصيدة لدى الشاعر سيف الرمضاني، حيث يلاحق عبر مكوّناتها الروح المحلقة بثبات عبر أسئلة العمر والوجود والجمال.. والاحتفاء الإنساني بروح الشعر، فتروي “نوارس” الشاعر سيرة العلاقة بين الأمكنة والشاعر، فالأشياء ما زالت محفوفة بالجمال رغم كل الغبار المتراكم على حروف الشعر، وهو يرزح تحت ثقل الماديات، تنفض النوارس أجنحتها لتحلق حيث البحر قادر أن ينعكس بزرقته على (الحياة) فيجمّلها بين بياض الأجنحة.. والزرقة الكاتبة قصيدتها على امتداد عميق.
بين دفتي الديوان يهدي الرمضاني قصيدة إلى روح الشاعر عبدالله الخليلي بمناسبة صدور المجموعة الشعرية الكاملة بعد عشرين عاما على وفاته، يقول فيها:
تلك كرّاستي، وهذي حروفي
وعلى الباب خيط ضوء ضعيف
عبث الصمت بالزوايا وماتت
عنكبوت الفراغ بين الرفوف.
ومن حيث كانت بداية الحكاية مع هذا النورس اللائح في الأفق كمنارة اهتداء، أو باحثا عن ساحل أمان، يختتم الشاعر سيف الرمضاني أغانيه بذات الصوت، أو كأنه الصدى الأخير للصوت الأول في مطلع الديوان، يكتب تحت عنوان “سورة الغرق”، وقد وضع منها أربع أبيات في الغلاف الأخير هي:
من مطلع الفجر حتى آخر الرمق
يظل يشدو بلا خوف ولا قلق
غريد.. ليس له في الدوح غير فم
وريشة من جناح طار في الأفق
لا تمنعوا الطير أن يروي حكايته
فربما هو يتلو سورة الغرق.
صدر الديوان عن مؤسسة “لبان للنشر” بمسقط، وهو ضمن إصداراتها العشرة الأولى التي دشنتها في مطلع أكتوبر الجاري.