شهد متحف Futurium في العاصمة الألمانية برلين إقبالا كبيرا من الزوار في الشهور القليلة قبل تفشي وباء كورونا؛ حيث كانت تمتد الطوابير الطويلة أمام المتحف في عطلات نهاية الأسبوع.
ويتمثل الموضوع الرئيسي للمتحف، الذي يقع بالقرب من محطة القطار الرئيسية، في التساؤل حول كيفية الحياة مستقبلا، ويفتح هذا المتحف أبوابه أمام السياح مجانا حتى 2022 على الأقل، كما يمكن الاطلاع على بعض المعلومات بشأن مستقبل العاصمة الألمانية.
وأوضح شتيفان برانت، مدير متحف Futurium أنه كانت هناك أصداء كبيرة عند افتتاح المتحف خلال أيلول/سبتمبر من العام الماضي، وكان من المستهدف زيارة حوالي 200 ألف زائر خلال العام الأول، ولكن المتحف شهد زيارة أكثر من 510 ألف زائر حتى آذار/مارس الماضي فقط قبل فترة الإغلاق المؤقت بسبب انتشار فيروس كورونا.
وقد تم تصميم المتحف في البداية لكي يكون صالة لعرض الأعمال الألمانية، وقد تولى مهمة تصميم هذا المتحف المهندسان المعماريان ريشتر وموسيكوفسكي، وإلى جانب الحكومة الاتحادية فإن 80% تقريبا من الشركاء عبارة عن مراكز بحثية كبيرة وشركات صناعية ضخمة مثل BASF وسيمنس.
وقد تم تعديل المفهوم العام للمتحف عدة مرات حتى الافتتاح ليتجاوز مسألة عرض الأعمال الألمانية؛ حيث يحاول المتحف حاليا خلق فهم شامل للأسئلة المستقبلية المهمة وإتاحة فرص الحوار والتشجيع على العمل واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وهناك روبوت صغير في الطابق الأول يقوم بالترحيب بالزوار ويطلب منهم اصطحاب سوار مزود برقاقة، وإذا رغب الزائر في الحصول على معرفة عميقة حول ما يراه في المتحف، فيمكنه وضع الرقاقة في المتحف على وحدات الشحن، وبعد ذلك يتم إدخال الرقم المدون على الرقاقة على موقع الويب الخاص بمتحف Futurium للاطلاع على المزيد من المعلومات.
ثلاثة نطاقات رئيسية
وينقسم المعرض إلى ثلاثة نطاقات رئيسية، هي: الطبيعة والبشرية والتكنولوجيا، ويدور الأمر في نطاق الطبيعة حول أسئلة مثل كيف يمكن الحفاظ على الطبيعة في المدن؛ حيث يتم تحويل مساحات كبيرة من الأراضي إلى مواقع سكنية، وبالتالي فإن اختفاء الطبيعة يؤدي إلى عواقب وخيمة على رفاهية الإنسان والتنوع البيولوجي.
ويشاهد زوار المعرض مشروع GraviPlant؛ حيث يتيح نظام النباتات الدوارة إمكانية زراعة الأشجار على واجهات المباني، في حالة عدم توافر مساحات كافية على الأرض، وتعمل هذه النباتات على الحد من ارتفاع درجات الحرارة في المباني خلال فصل الصيف؛ نظرا لأن تسخين وتبريد المباني يستهلك 25% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
وبمناسبة الحديث عن المدن الخضراء توجد في المتحف خريطة للعاصمة الألمانية برلين وما تحويه من مساحات خضراء، ودائما ما يدور موضوع المتحف حول برلين، مثل كيفية تنظيم حركة المرور بشكل مختلف، وكيف يمكن للمرء تخيل المدينة التشاركية؟ وماهية مواد البناء المستدامة الموجودة في العاصمة الألمانية.
وتهدف كل المعروضات إلى تحفيز التفكير في مدينة برلين المستقبلية، ولا تقتصر أهمية متحف Futurium على المعرض فقط؛ حيث يزخر المتحف بالكثير من الأحداث والفعاليات وورش العمل بمشاركة الفصول المدرسية، الذين يمكنهم وضع تصميمات للمستقبل.
ويهدف المتحف الألماني إلى تحفيز التفكير في المستقبل ويقدم خيارات العمل الممكنة، إلا أنه لا يحدد الاتجاهات المستقبلية، وأوضح شتيفان برانت ذلك قائلا: “لا يحدد المتحف إلى أين تسير الرحلة، ولكنه يوضح المسارات، التي يمكن للمرء أن يسلكها”.
ولكن ليس هناك معلومات مؤكدة حول أين تنتهي هذه المسارات؟ أو ما هي العقبات والعوائق، التي قد تواجه المرء على هذه المسارات؟ ولا يوجد مكان في متحف المستقبل في برلين لنظريات المؤامرة والخرافات والأشياء، التي لا يمكن إثباتها علميا.
خطط مستقبلية
وهناك بعض الخطط المستقبلية لمتحف Futurium تتمثل في إقامة معرض دائم حتى حلول عام 2021 حول موضوع التنقل، مع إمكانية تحديثه باستمرار.
بالإضافة إلى إقامة معارض مؤقتة على المدى الطويل، وتدشين متحف Futurium للخروج من العاصمة الألمانية إلى المناطق الخارجية، وتوسيع نطاق ورش العمل، ولم يتحدد بعد ما إذا كانت زيارة المتحف ستظل مجانية بعد عام 2022 أم لا، ولذلك يتعين على سياح العاصمة الألمانية زيارة متحف المستقبل في أقرب فرصة.