مقالات

أرجوحة ورد..

أنوار البلوشية

هل سنصبح «ملالا» ؟

أتساءل دائما، هل من الضروري أن نناضل من أجل هدف ما في هذه الحياة؟

كثيرا ما أتجول في أروقة المكتبة، بحثًا في العناوين والمقدمات، لعل إحداها ستجذبني لانتقائها، وتنصيبها رفيقة لي لبرهة من الزمن، على غير مرة وقعت عيناي على كتاب السيرة الذاتية لملالا يوسفزاي، ترددت في البداية، ولكن فور معرفتي باتخاذها قالب «الرواية» لحكاية سيرتها، حتى التقطت الكتاب من على الرف، أملا مني في قراءته. 

ما إن بدأت، حتى أبحرت في عالمها، طموحها ورغبتها في التعليم، مناضلتها من أجل الحصول على أبسط حق من الحقوق التي وُلدت وأنا أرى أنه من الأمور البديهية التي سأحصل عليه في بلادي، لاشك أبدا في التحاقي بالمدرسة ووصولي حتى أعلى مراتب الشهادات العليا، وبكل يقين سيدعمني المجتمع، ولا غرابة في ذلك.

في سطور الكتاب تستميت «ملالا»   من أجل الذهاب إلى المدرسة، فتحت الفتاة الصغيرة عينيها على مجتمع يرى تعليم الفتيات من الأمور الغريبة، سمعت الفتاة التي ولدت في مجتمع «البشتون»  منذ نعومة أظافرها، أن لابد للفتاة الاستكانة في منزلها، فلا تعليم ولا مستقبل وظيفي، وهيهات أن تخرج من أجل النضال والتحدث على الملأ أمام المجتمع. وما إن سيطر الطالبان على منطقتهم «سوات»  حتى ساءت الأمور أكثر فأكثر، ظلت هي تناضل حتى آخر رمق، كافحت من أجل الحصول على حق حمل الحقيبة المدرسية، وأنا كنت أتذمر من ثقلها على أكتافي في المرحلة الابتدائية، شعرت بالخزي وأنا التي كنت أجتهد في دروسي، وحصلت على أعلى المراتب والدرجات، والتحقت بأرقى جامعة في السلطنة، فكيف هو حال من استهانت بهذه النعمة، وكرهت المدرسة والدراسة وانقطعت عنها منذ سن مبكرة، أو من أنهت دراستها ومازالت لا تملك أدنى مقومات المتعلمين، وكأنها لم تتلقَ التعليم يوما!

هل نحن بحاجة إلى ظروف صعبة حتى نصبح جميعنا «ملالا» ؟ فقد اعتدنا على النعمة حتى نسينا فضلها وأهميتها، لم نعد نشكر الله عليها، أو حتى منحها حق قدرها. هي ناضلت من أجل الحصول على حقها في التعليم، ما الذي أنا مقبلة على النضال من أجله في ظل السلم والرخاء؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق