الثقافي
بلا عنوان
وداد الإسطنبولي
عندما انتهى الوقت، وانشغل الناس بلملمه أشيائهم، وتثاءب الآخرون.. استعدادا للراحة والسكنى.
سمعت خطواته تقترب، نعم إنها خطواته، تقترب وتقترب، أترقب وجوه من حولي! وأعلم إنه سيظهر بين آونة وأخرى.
فسيدي يعلم أين يتجه، وأنا أعلم إنها تزحف نحوي، والتقت عيناي بعينيه! وتوقف الكون بأسره لوقوفنا، لا همسة، ولا حركة، ولا حديث فأصدق ما قيل في العين ارتسم، وعندما بسطت عيناي كالضباب اختفى! تأملت قامته البعيدة بين الزحام حاولت إيقافه، استجديت صوته، ولكنه رحل وغاب عن ناظري.
شعرت بثقل أناملي وبرودتها بعد رحيله، ووقع خطواته صدى في أذني هذه ذكراه تحرك ساكني، فما زالت أشياءه بروازا أنظر إليها كلما فتحت خزانتي، فعلمت أنه الحاضر الغائب، يفجر قريحة قلمي، ويقتحم مخيلتي، بل إنه وهم في ذاكرتي، وأتساءل؟
كم من السهل تمزيق أشياءك؟ فقد فقدت الأمل في الوصول إليك؟ ولكن أتراجع أدراجي فهي رجائي للوصول أيضا، وإنها أصغر أشيائك أراقبها وأتأملها إنها بقايا من بقاياك، بحثت عنك كثيرا في الطرقات وكل الدروب.
أنتظر لقاء لنا حيث يا سيدي أسمع خطواتك تقترب، وأعلم أنا أين تتجه، وتعلم أنت إنها تزحف نحوك.