يقدم الشاعر علي الشكيلي ديوانه الثالث بذات النفس القادر على إيجاد المقاربات بين العاطفة والأمكنة، مشكلا من “حزن الفتيل” في نصه الأول ليمضي به نحو “ضحكة برلين” تحملها دمعة عصفور تشبه “أضواء مطفية” على “رصيف أغراب”، وكأنما الأمكنة في لغته الشعرية تسير على “درب المواعيد”:
أحتاج للدمع الوفي كل الأحيان
أغسل مواجع دنيتي من هطوله
يا ليت شوقي يصبح اليوم أوطان
وتعانق أنسام السوالف فصوله.
ويختار الشكيلي لغلاف ديوانه، الصادر عن دار لبان للنشر، لوحة للفنانة التشكيلية والروائية السعودية مريم الحسن، كعتبة أولى لقراءة كيف يبدو المطر مشاغبا في قصائده، فهي القطرات التي تتحول إلى دموع فرح أو حزن، هو الشاعر الذي يرى في في احتفال الياسمين “صمت ليل وثرثرات ودمعتين وضي شمعة يرسم أغلى الذكريات”، لكنه يتمنى من عطر الأمس ألا ييقظ حنينه كما أن رياح الشوق لا يبتغي منها إزعاج مباته:
ما شكينا قسوة الجرح الدفين
في دواخلنا حكي ونلزم سكات
ندري مات الحلم لكن طيبين
نحضن الذكرى ونقل ما فات مات
ويضع في غلافه الأخير ثمة تفاؤل تكتبه العاطفة، كما يراها في وجه حبيبته:
يشعّ النور من وجهك وأقرا به صباح الخير
خذي هذا العمر كله بلاد وتسكنينه دار
وما دمنا على فكرك نواصل حلمنا ونسير
بنمشي دربنا مهما تطوّل سكة المشوار
يذكر أن الشاعر علي الشكيلي شاعر وصحفي عمل سابقا مشرفا على صفحة الشعر الشعبي بجريدة الوطن، وصدر له عن دار لبان ديوانين هما كفوف الريح (2021م) وضحكة الغيم (2023م).