صدر عن دار لبان للنشر كتاب “الخروج من مملكة السمنة” لعدنان الشعيلي الذي يوثق تجربته الذاتية، وبأسلوب قصصي جميل، دخوله إلى هذه المملكة وخروجه منها، مع توضيح لما يمكن فعله لاتخاذ أحد هذين المسارين، ويهدي الكتاب إلى والدته الغالية، فيرى أنها “كانت وما زالت الطبيبة الأولى في حياتي”.
يشير الناشر في كلمته على الغلاف الأخير إلى الكتاب بأنه جديرٌ بالقراءة، “فالمؤلف عدنان الشعيلي لم يروِ تجربته مع السمنة، كيف دخل مملكتها وكيف خرج منها فحسب، بل يأخذنا عبر الحكاية وتفاصيلها بسلاسة ليقدم لنا التجربة، ومعها خارطة طريق لتجنّب هذه المعاناة الصحية، وأيضًا يرصف لنا طريق الصحة لنستمتع بالحياة، بإيجابية، وبأقل الممكنات من تجاذبات القلق النفسي، والمعاناة الدائمة مع ثقل الجسم، والتي تصيب الروح بأحمال فوق احتمالها. كيف نصاب بالسمنة؟ وكيف نتشافى منها؟.. والأهم: كيف نتجنبها؟”، مضيفا إلى المحاور الجميلة التي يرصدها الكاتب، “وهو يجرب الكتابة عن تجربة شخصية، كادت أن تحرمه حياته كمهندس ناجح”.
وفي مقدمته يشير المؤلف إلى أن هذا الكتاب “محاولة متواضعة لسرد حكايتي مع سنوات السمنة المفرطة التي استمرت لعقدين من الزمن، كنت فيها سجينًا لشهوة الطعام والشراب، عانيت الكثير من الأمراض المزمنة، منها ضغط الدم، والسكري، والالتهابات المختلفة، وضعف الذاكرة والخمول بدايات كل صباح” موضحا أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الهلاك، “الموت بسبب الوزن الزائد، وكتل الشحوم التي أرزح تحت ثقلها، وما يرافق كل ذلك من الأمراض الخطيرة”.
ويوضح الشعيلي وجهة نظره فيرى أنه “بحكم التجربة والمعاناة، السمنة والشراهة والإفراط في استهلاك الطعام قد تكون من أقوى الأمراض على الإطلاق، فالطعام متوفر وبشكل كبير، والحمد لله، على الأقل في البيئة التي نشأت فيها، داخل كل مجمع تجاري أو على نواصي الشوارع هناك مطعم أو مقهى، ممن يبيع الشاي والسمبوسة، وغيرها من المغريات الخفيفة، إلى أنواع شهية أخرى تتعدد في المطاعم والمقاهي، سواء أكانت بنجمة واحدة أو سبع نجمات، بأذواق وأطباق متعددة النكهات والجنسيات، تجارة رائجة, ودليل على التفاخر والمباهاة، وجزء لا يتجزأ من الثقافة العامة، فكيف لا يصبح الفرد، أو سائر الشعب، مدمن على الطعام”، معتبرا أن “العلاقة بين الوزن الزائد، الناتج من الوجبات اليومية الدسمة المتعددة، والصحة والنشاط هي علاقة عكسية تمامًا، بمعنى أن الوزن الزائد في كل الحالات دليل على تدهور الصحة العامة”.
يؤكد الشعيلي على أنه حاول، ومن خلال هذا الكتاب تسليط الضوء على الجوانب السلبية للسمنة، وما قد ينجم عن ذلك من الأمراض المزمنة، وأيضًا التأكيد على تطبيق ركائز الصحة الأربع في حياتنا اليومية، و”كيف تمكنت شخصيًا، بعدما عانيت لعقدين من الزمن، مغادرة مملكة السمنة المفرطة، بخفّة أثارت تساؤلات من يعرفني، والدخول إلى مملكة الصحة والنشاط” مختتما مؤلفه القول بأن: “رحلة الخروج من مملكة السمنة إلى عالم الصحة والنشاط ليست بالرحلة السهلة؛ فهي تحتاج إلى الكثير من الانضباط والتضحيات المختلفة، والتخلص من الوزن الزائد لن يحدث في غضون أسبوع أو شهر” ناصحا القارئ العزيز: “لا تنجرّ وراء الدعايات مدفوعة الثمن في منصات التواصل الاجتماعي من أشخاص وشركات هدفهم الربح المادي فقط لا غير” فالحفاظ على الوزن الصحي “أسلوب حياة يرتكز على الغذاء المتوازن، والرياضة اليومية، ومعالجة وإدارة القلق والضغط النفسي، والنوم الصحي العميق” ولذلك: “حافظ على جسمك اليوم لكي يحافظ عليك جسمك في المستقبل”.