مقالات
على شفا.. موت
عهود الزيدي
آتٍ على حين غرة، يبدو أنه عزرائيل، يسحب روحها رويدا رويدا..
“ربّاه لم تحن ساعتي”، يكبّل حركتها.. ما بين نوم وصحو، شيء ما يخنقها.. لم يكن النوم سلطانا حينها.. تحاول النجاة.. تحاول تحريك عينيها، ولم تستطع سبيلا..
مدركة لما يحدث، في حالة الوعي واللاوعي، تفور غضبا: هذا الغريب ماذا يريد مني؟! ارهقني، واستنزف طاقتي، عاث فسادا في كياني!
ومرّة بعد مرّة تصارع.. وتصارع، متشبّثة بالحياة وإن جاءت عكس رياحها، وبعد محاولات يأتي الفرج مباغتة، تفتح عينيها، تتنفس الوجود شكرا.. أخيرا، تغمضهما.. ويتكرر المشهد!
“ربّاه سئمت هذا الطوفان.. أما ألاقي حلا”!
أخبرت عائلتها يوما بما حدث ليلتها، كانت المرة الأولى للزائر الثقيل جدا.. جدا..
-
أنتِ لا تصلين، يجب أن تعبدي ربك حق عبادته.
إجابة لا تقل ثقلا عن الزائر حينها.. “ولكن! أصلي وأن لم اخشع أحيانا، أصلي وإن فاتتني صلاة الفجر، أصلي وإن طليت أظافري، أنا مؤمنة بالله والموت والآخرة”.
يبدو الأمر موحشا، هذا الضيف يقتلك، يخنقك، ولا سبيل للنجاة.. تقرأ المعوذات بصوت واجف: قل هو الله أحد.. الله الصمد، تتوقف.. المشهد مرعب، تعود لتكمل معوذاتها.. لا تعلم أين توقفت؛ وتبدأ من جديد.
قل أعوذ برب الفلق.. من شر ما خلق؛ تتمتم الآيات وإن ثقلت على لسانها، مسجونة في زوايا جسدها، عقلها يرى فقط، أثقب من رؤية بؤبؤها، تنجو بعد محاولات، تعود مسجاة على سريرها، طعم الفوز لذيذ.. يأخذها إلى سبات عميق جدا..
ومرة أخرى تفوتها صلاة الفجر !
جميل جدا سلمت الأنامل
عصية الفهم دائما تتمنى أن يترك لها النصح بعض الكبرياء