الثقافي

خلود الخالدية: تحذّر من الغرور والتقليد

ما الشعر إلا محاولة لفهم العالم, ومشاعر ساكنيه, ورسالة سامية تصل لأذهان وقلوب البشر بشكل رقيق وأنيق وسيمفونيات لغوية وأدبية وفنية رائعة تعبّر عن روح الإنسان وجماله. وكما قال نزار قباني «الشعر انقلاب بالكلمات يحاول تغيير وجه العالم ..انقلاب يقوم به عاشق ليحوّل الأرض كلها إلى بستان للعشق». نُبحر هنا مع شاعرةٍ غاصت في بحر الشِعر وأثبتت جدارتها في مشاركاتها الشعرية. إنها الشاعرة خلود الخالدية التي حصلت على المركز الأول على مستوى محافظتي الظاهرة والبريمي في مسابقة الإبداعات الشبابية عام ٢٠١٨ في الشعر الفصيح وقد تغنّى مسرح مهرجان آفاق المسرحي بكلماتها الرائعة.

حوار: التكوين

(التكوين) تحاور الشاعرة خلود الخالدية, التي بدت متألقة كعادتها وأمطرت الكلمات بوابلٍ من الحُب والإبداع .
في البداية من هي خلود؟
اذا أتينا للجواب المعتاد هي خلود بنت سعيد الخالدية من مواليد ولاية ينقل وسكان ولاية عبري, واذا أتينا للإجابة التي أحبها أنا: خلود الإنسانُ, بكل تواضع وإن دلت أشعارها على غير ذلك, فإن هذه الكبرياء المتجذرة من تلك القصائد لا تشكل شيئا من شخصية خلود ودائما ما أقول أن الأشعار التي أخطّها ليست تعبيرا سوى عما بداخل الآخرين وعما تكنّه صدورهم.
هل ترى خلود في نفسها بأنها شاعرة؟
إن «شاعرة» كلمة كبيرة, لا يمكن القول لجميع من يكتبون الشعر بأنهم شعراء, لست أنا من احكم على شاعريتي, بل المستمعون والقرّاء, ولكن في النهاية الشعر هو الشعور وربما أكون شاعرة لأني وصلت احيانا كثيرة لشعور الآخرين وقلوبهم , ولا أعتقد أن هناك دليلًا على شاعريتي سوى هذه القصائد التي أخطها,وهنا يطلق على الإنسان شاعرا.
سوق الشعر النبطي (الشعبي) رائجة جماهيريًا أكثر من شعر الفصحى، في ظنك ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ وما هي أهم الحلول؟
أتفق تماما مع هذا القول, وأرى أن الفصيح دائما لا يعلى عليه, والأسباب التي أدت لرواج الشعر الشعبي هي طبيعة تحدث الناس في الحياة وسهولة وصول الكلمة بداخلهم بسبب تداولها ويمكنهم فهمها بشكل أسلس واسرع وفهم المقصود منه, في حين أن الشعر الفصيح يحتاج إلى من يتعمق فيه ويحتاج لتفسير وتحليل على عكس نقيضه, ولا أجد أن هناك حلولا لهذا الأمر إلا اذا اصبحت البيئة التي نعيش فيهاأكثر اهتمامًا بالعربية الفُصحى
شاعر في بداية الطريق .. ما هي أهم العوامل التي يحرص عليها ؟ وما هي في المقابل أهم الأمورالتي يحذر منها ؟
من وجهة نظري أرى أن العوامل الأساسية التي تبني الشاعر وتساعده في مسيرته في الكتابة هي القراءة والممارسة وحفظ القصائد والنصوص, لكي يستطيع ترديدها من حين لآخر كي تعتاد اذنه على الوزن, ويقرأ كثيرًا حتى يتمكن من انتقاء المصطلحات بعناية, ويصل الى ما يريد. أما الأمور التي يجب ان يحذر منها فهي الغرور, كي لا يحطمك, ولا تقلد أحدًا كي لا تصبح نسخة من شاعرٍ آخر, اصنع لنفسك منهجًا خاصًا.
الشِعرُ رسالة سامية, فما أكثر شيء أخذ نصيبًا في قصائدك, هل الوطن أم القضايا الاجتماعية؟
غالبا ما اكتب في القضايا الاجتماعية والقومية, قضية فلسطين وسوريا واليمن وما إلى ذلك, وتليها القصائد الوطنية والعاطفية فهي لا تعبر عن الذات بل عن ما يخالج مشاعر الآخرين وهو أهم من شعوري بذاتي .
في ظل تطورات العصر و الشعر ظهر ما يسمى بالشعر الحُر ما رأيك فيه؟
الشعر الحر او شعر التفعيلة عميق و جميل وأنا بنفسي كتبت في هذا المجال وهو ليس سهلًا كما يقال رغم فضائهِ الواسع, ولكنه يحتاج إلبى تركيز ولا يخلو من الوزن ,مثله مثل الشعر العمودي, بعكس الشعر النثري الذي لم أتقبله إلى الآن .
نرى بأن الشعر النسائي يثبّت خطاه في طريق الشعر العماني صاعدًا للقمة , ما رأي خلود في هذا الموضوع؟
أشعر بأن الشعر النسائي ليس حاضرًا بالقوة التي يجدر أن يكون عليها سواء في السلطنة أو الدول الأخرى, وربما يرجع ذلك في بلدنا لبعض التقاليد والعادات التي تربينا عليها، وربما أيضا بسبب كون الأنثى تمر بمراحل مختلفة من كونها طالبة، أختًا، زوجة ثم أمًا, مما يجعلها عرضة للكثير من التقلبات المزاجية التي تؤثر على شعرها أحيانا كثيرة, وكذلك كثرة الانشغال وعدم وجود الوقت الكافي لإتمام عملية كتابة قصيدة. وبالرغم من وجود العدد الهائل من الشاعرات لدينا إلا أننا لا نرى إلا العدد القليل, وكذلك قد أرجح أن السبب عدم تركيز الإعلام على الشاعرات أو ربما عدم تركيزهن على ذلك.
يوجد الكثير من الأسباب التي يمكن ان نعزو لها عدم ظهور الشعر النسائي. ومثلما نعلم جميعا فالشعر يحتاج لإلهام بقدر ما هو محتاج للقوة وعدم الخجل وهذا ما تقع فيه بعض النساء «كما أعتقد».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق