كلمتين راس
خطاب السلطان.. ما نتمناه لعمان
خطاب لم نتوقعه، لكننا كنا نستشعر أن ثمة عمل يرسم ملامح عمان الحاضر والمستقبل، مع “خير خلف لخير سلف”.. لاستمرارية البناء في المرحلة المقبلة بقوة وعزيمة..
فاجأنا توقيته، لكن لم يفاجئنا ما تضمنه من خطوط عمل، فجلالة السلطان هيثم بن طارق، حفظه الله، يدرك متطلبات الراهن والغد، قرأها قبل أن يتولى مقاليد الحكم، ويعلم أي مسؤولية حملها على عاتقه، وقد اختزل ذلك بقوله أن “عمان الغاية الأسمى، والمصلحة العليا للوطن نصب أعيننا”، ليس ذلك لدى جلالته فحسب، بل لدى كل عماني على هذه الأرض التي لا تنبت إلا طيبا، والهدف بيّن: “الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم”، حيث أن ذلك “عنوان المرحلة المقبلة”.
خطاب شامل، رأينا فيه ما تتمناه عمان لحاضرها ومستقبلها، خطوط عمل حددت الرؤية بوضوح، قالت الكلمة التي تتردد على الألسنة منذ سنوات، ومن أهمها إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، تحديث منظومة التشريعات والقوانين، مراجعة أعمال الشركات الحكومية، والحرص على توجيه مواردنا المالية التوجيه الأمثل بما يخفّض الدين العام ويزيد الدخل.. والأهم، حسب ما أراه: الحرص على الاستماع للشباب وتلمس احتياجاتهم واهتمامامتهم وتطلعاتهم، فمع الشباب يمكن تحقيق تلك الرؤى، لأنهم من يحملون عماد البناء في “مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء”.
خطاب بعث برسائل مهمة، لا أوضح منها، لم يترك مجالا إلا ووضع فيه بصمته، فالمرحلة تتطلب حيوية أكبر في حركة العمل وصنع القرار، مع تجديد مفاصل الدولة، وبث دماء جديدة خاصة أن جلالته أكد على مسألة تطوير آليات صنع القرار الحكومي، وكانت هذه ضمن المعضلات التي بقيت كالعصي في الدواليب في بعض الجوانب الإدارية.
عمان.. لن تكون كما نتمنى إلا إذا وقفنا معا، كما حثّنا جلالة السلطان المعظم، “فكل يد تبني عمان، لها منا كل التقدير والامتنان”، حيث أن “شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني”.
شكرا جلالة السلطان هيثم على هذا الخطاب الذي رفع منسوب التفاؤل أكثر وأكثر في نفوسنا، وإنّا معكم على الدرب سائرون، كما نتمنى لعمان، وكما هي تستحق..