شباب اليوم هم عماد المستقبل، بأفكارهم النيّرة، وتطلعهم لريادة الأعمال، عاقدين العزم بشد زمام الاقتصاد العماني في الفترة القادمة. النجاح يبدأ بفكرة، وهذا ما تؤمن به مؤسسة إنجاز عمان، التي تأخذ بيد الطلاب وهم على مقاعد الدراسة، لإظهار أفكارهم وتوجيههم نحو إكمال المسير وبناء مستقبلهم ومستقبل عمان القادمة، حيث خصصت برنامج ومسابقة “الشركة” حتى تتنافس المشاريع والأفكار حول مختلف مجالات التقنية والابتكارات العلمية لفئة طلاب المدارس وفئة الجامعات والكليات، توالت النجاحات حول هذا المشروع، وفي كل عام يتم تتويج الشركات الفائزة. كان للتكوين حضور في حفل توزيع الجوائز وإعلان الفائزين، وحظيت بلقاء حصري مع شركة “محيا” الحاصلة على جائزة أفضل شركة طلابية لفئة الكليات والجامعات، وستمثل السلطنة في مسابقة إنجاز العرب لعام 2019م.
تقرير: أنوار البلوشية
أقيم حفل مؤسسة إنجاز لتتويج الفائزين في برنامج ومسابقة الشركة برعاية السيد حارث بن ثويني آل سعيد الموقر، مساعد أمين عام مجلس الوزراء للمؤتمرات، وشهد الحفل تقديم عدد من الجوائز لفئات الكليات والجامعات والمدارس، حيث قدم صندوق الرفد جائزتين، وهما جائزة أفضل شركة طلابية لفئة الكليات والجامعات توجت بها شركة «محيا»، وجائزة أفضل منتج مبتكر حصلت عليها شركة «أونو» من فئة الكليات والجامعات، وجائزة أفضل منتج مستدام المقدمة من شركة دبليو جي تاول توجت بها شركة «فلك» من فئة الكليات والجامعات، كما قدمت الشركة العمانية العالمية للتنمية والاستثمار (أومنفست) ثلاث جوائز وهي جائزة أفضل شركة طلابية ظفرت بها شركة «كاوتش» من فئة المدارس، وجائزة أفضل منتج مستدام توجت بها شركة «توينكل» من فئة المدارس، وجائزة أفضل منتج مبتكر فازت بها شركة «تكنو شوز» من فئة المدارس. وقدمت شركة بوينج جائزة «أفضل حديث مصعد» وهي جائزة فرعية فازت بها شركة «نخال»، وتأتي هذه الجوائز تجسيدا لسعي داعمي برنامج ومسابقة الشركة لعام 2019 لتشجيع الشباب نحو اكتشاف سوق العمل وفهم متطلباته.
«محيا» الأفضل
كان لنا هذا اللقاء مع شركة محيا الطلابية، وقد قابلنا شروق بنت عبدالله الهاشلية المتخصصة في تقنية المعلومات، حيث عرفت بأعضاء الشركة الآخرين وهم: معتز عبدالعزيز الدغيشي، وفاطمة خليفة العامرية، ومصطفى نبي بخش البلوشي، وعزيزة عبدالله المرجبية، وعثمان علي العمري، وفاطمة علي البطاشية، وحليمة عبدالله البلوشية، ويمنى محمود الشقصية، وناصر أحمد الخروصي، وسندس إسحاق النعمانية.
حول سؤالنا عن الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها من خلال هذه الشركة، ذكرت شروق قائلة: نسعى من خلال عملنا في مشروع هذه الشركة أن نكون المورد العماني الرائد في إنتاج أغذية الحيوانات بجودة فائقة، ونملك مصداقية مطلقة على مستوى الوطن العربي. وأضافت عن سبب اختيارهم لاسم الشركة «محيا» وقالت: هو اسم مشتق من الحياة، حيث إن الشركة تقدم عنصرًا أساسيًا ومهمًا للحفاظ على حياة جميع الكائنات الحية ألا وهو «الغذاء».
ثورة في الاستزراع السمكي
لكل نجاح خطوة أولى بدأ منها المشوار وعن بدايات «محيا» ذكرت الهاشلية قائلة: طرح مركز الاستزراع السمكي مشكلة حول هذا المجال، وسعينا نحن فريق «محيا» إلى إيجاد الحل المناسب لها، وقد توجهنا إلى قطاع الاستزراع السمكي لأن السلطنة أصبحت تتوجه إليه بشكل كبير، واعتماد الغذاء السمكي يأتي من الخارج وهو غير متوفر في السلطنة، بعد أن أوجدنا الحل المناسب، قمنا بطرح الفكرة لمعالي وزير الزراعة والثروة السمكية، حيث كانت مقولته حول المنتج «إن هذا المنتج سيسبب ثورة في مجال الاستزراع السمكي». ومنها انطلقنا نحو استكمال ما بدأنا به. المنتج الذي نقوم بإنتاجه هو عبارة عن غذاء سمكي عالي الجودة ومحلي الصنع، حيث تستفيد منه بالدرجة الأولى الأسماك المستزرعة في المياه العذبة، وأسماك الزينة، والسلاحف البرمائية.
تميز وتطوير مستمر
وعن سؤالنا حول الأفكار التطويرية في المستقبل لزيادة فاعلية المنتج، أجابت شروق قائلة: لابد من وجود فكرة تطويرية لكل شركة، ومن الأفكار التطويرية لمنتج «پروزولا» هي الاستغناء عن استخدام مسحوق السمك في تصنيع الغذاء، والتقليل من معامل التحويل الغذائي، و أيضًا التوسع والدخول في سوق الدواجن والمواشي. وأضافت قائلة: المميز في هذا المشروع الذي يجعله من المشاريع الناجحة التي تفوق باقي المشاريع المشابهة هو قيامنا بالاستغناء عن «مسحوق فول الصويا» وهو مسحوق مستورد غالي التكلفة، واستبداله «بنبتة»، هذه النبتة هي سر منتجنا، حيث تتميز باحتوائها على البروتين العالي والبيتا كاروتين، فكلما زادت مادة البيتا كاروتين تتحول إلى فيتامين أ، والذي بدوره يقوي مناعة الأسماك، وأيضًا تتميز بتكاثرها السريع، وأيضا ما يميز هذا المنتج أن جميع مكوناته محلية. بالرغم من مواجهتنا لعدة صعوبات منها مرورنا بعدة تراكيب للوصول إلى التركيبة المطلوبة بنسبة البروتين العالي الذي يصل إلى 34%، وأيضا وجود البيئة المناسبة لتكاثر النبتة، ولكننا استطعنا التغلب على هذه التحديات والنجاح بفضل الله.
استكمال المشوار
أغذية الأسماك ذات الجودة العالية هو المنتج الأبرز للشركة، وذكرت الهاشلية حول أفكار أخرى قيد التنفيذ: نعمل على تراكيب أخرى تخص الدواجن والمواشي للتوسع في السوق، بالرغم من أننا حتى الآن لم نجد من يتبنى الفكرة ويستثمرها على نطاق واسع، وأيضا نحتاج إلى الدعم لنكمل مشوارنا، وقد حصلنا على دعم لمدة عامين من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية المتمثلة بمركز الاستزراع السمكي لأن منتجنا يخدم هذا القطاع.
جائزة وطموحات مستقبلية
حول مشاركة «محيا» في مسابقة «الشركة» وفوزهما بجائزة أفضل شركة طلابية من فئة الجامعات، تحدثت الهاشلية قائلة: الوصول إلى لقب أفضل شركة طلابية على مستوى السلطنة يعد انجازًا عظيمًا وشعور الفرح والفخر لا يمكن وصفه أبدًا، ونحن نفخر بأن نمثل السلطنة في إنجاز العرب بإذن الله تعالى، والاستعدادات للمرحلة القادمة العمل فيها مكثف وجاد للفوز بلقب أفضل شركة طلابية على مستوى الوطن العربي.
وبسؤالنا عن رأيها حول العوامل التي أهلتها للفوز بالجائزة، أجابت شروق بقولها: العامل الأول الذي أهلنا للفوز هو تكاتف الفريق يدا بيد، وأيضًا وقوف ودعم وزارة الزراعة و الثروة السمكية ممثلة بمركز الاستزراع السمكي حتى نصل إلى الهدف المنشود. وأضافت قائلة: طموحنا المستقبلي هو المشاركة في مسؤولية تحسين جودة إنتاج الأغذية الحيوانية من خلال إنتاج أغذية عضوية تساهم في الاستدامة البيئية.
شكر وتقدير
وفي الختام قالت الهاشلية: أتقدم بشكر كل شخص ساهم في نجاح وفوز شركة «محيا» من مشرفين ومتطوعين، وأخص بالشكر مؤسسة انجاز عمان على إتاحة الفرصة لنا بأن نطور من شخصيتنا ومن عملنا في تكوين شركة حقيقية.
