إصداراتنا
ناجم السادس عشر.. رواية المكان برؤية هزلية
محمد الرحبي في تجربته الروائية الثامنة يراوغ المألوف
في تجربته الروائية الثامنة ينحاز الكاتب محمد بن سيف الرحبي إلى ما هو خارج الدائرة المعتادة ليقدم عملا سرديا بحساسية الاقتراب من الواقع عبر إسقاطات إجتماعية وسياسية يجسدها بطل الرواية، والحامل لعنوانها، “ناجم السادس عشر”، حيث الشخصية الهزلية تعيش تجارب الحياة، منذ أن وعى جدّه الكبير “باه عوض” على رؤيا الخضر عليه السلام، ومرورا بجده مبارك، المؤسس لقرية المجانين.
يقدم الرحبي إهداء الرواية، الصادرة عن مؤسسة “لبان” إلى “ناجم بن حمدان القطّي” ليرسخ حضوره كشخصية ربما تكون حقيقية: “لا تعرفني ولكنني أعرفك، عشت معك عدة أشهر، لأكتب حكايتك، بدءا من جدّك “الكبير”، وحتى مصادفتي لك وأنت تركض خلف سكّان حارة مبارك لتبقى وحدك في الجبل، فشكرا لك أن منحتني هذه الحكاية”.
يبدأ الحدث من لحظة وصول جثمان ناجم من الخارج، حيث سافر لأول مرة في حياته بعد أن قارب عمره المائة عام، لكن الصندوق ينفتح على فراغ، وتبدأ رحلة البحث عن الجثمان، فيما يعرض الفصل الثاني لبداية حكاية السلالة التي تبدأ بعوض، وخروجه من القرية بعد رؤيته في المنام للخضر يأمره بالمغادرة إلى بقعة مباركة، وتتوالى فصول الرواية الخمسة لتقدم رؤية فانتازية لهذه السلالة حيث أن ناجم متناسخ من جدّه مبارك، السكّير، وجدّ أمه المتدين عابر السبيل، والذي تزوج مبارك من ابنته، فيقيم الرجلان معا، في تناقض غريب ومريب، ويتمسك ناجم بأرواحه الستة عشر، لينجو من موت محقق عدة مرات، ثم يكون فقدانه حدثا عالميا، مع تنافس قنوات الجزيرة والعربية على حكايته، في إسقاط على واقع إعلامي أيضا، وضمن نقد لكثير من الأفكار، من خلال ناجم، الذي قد يكون “أول عماني يحرق جثمانه في الهند” عن طريق الخطأ، أو أنه ذاته الرجل الذي يظهر في التلفاز كداعشي يهدد الولايات المتحدة، مع أن إشاعة أخرى تقول أنه شوهد في الحرم المكي يؤم بمجموعة من المعتمرين، رغم أنه لم يدخل مسجد قريته طوال حياته المديدة.
يذكر أن الروائي محمد بن سيف الرحبي أصدر قبل “ناجم السادس عشر” سبع روايات بدأت برحلة أبو زيد العماني، الخشت، الشويرة، السيد مر من هنا، اسمها هند، حيتان شريفة، والرجل الرابع.