مقالات

كيكي والمهندس طارق !!

ماهر الزدجالي

 

 

طبعا بفضل من الله سبحانه وتعالى وتفكيرنا المنطقي والتخطيط السليم لمسؤولينا فإننا استطعنا حلّ جميع المشكلات وتبقت لنا بعض المشكلات البسيطة مثل التلوث والمهاجرين وبعض الحروب والبطالة و»شويه» سوء تخطيط عمراني واقتصادي وزراعي، وأما بقية الأشياء فقد تم حلّها من زمان.

وحتى لا ننسى فإننا نواجه حاليا مشكلة ( هذا إن صحت تسميتها مشكلة ) وهي (تحدي كيكي ) والتي في الحقيقة لا أدري من أين حلّت علينا كيكي هذه؟!!

عموما وللناس النائمة في بيوتها ولا تعرف عن حكاية «تحدي كيكي» سنحكي القصة من أولها « فتحدي كيكي» عبارة عن رقصة يؤديها الشخص بعد نزوله من السيارة وهي تسير ويقوم بالرقص على إيقاع أغنية المغني (ديرك) ويقال بأن أول من رقص هذه الرقصة هو الفنان العالمي (شيغي).

وهناك كثير من الناس والدول والحكومات وإدارات المرور والشرطة وهيئة مكافحة الرأسمالية الامبريالية نادوا جميعهم بوقف هذه الموجة بسبب خطورتها على الطرقات والمركبات والمارة والمجتمع ( اللي مش ناقص طبعا انحلال!).

ونظرا لأهمية الموضوع على الساحة الدولية فقد تفاعل مع رقصة «تحدي كيكي» عدد من الفنانين والإعلاميين والفلاحين والعمال والسياسيين والرؤساء فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في إحدى المناسبات «قاعدين انتوا تركبوا العربيات وكيكى وكيكى يا مهندس طارق زود البنزين متقلقش»

وحتى نكون متفائلين في الموضوع وننظر إلى النصف الممتلئ مثلما يقول لنا أساتذة التنمية البشرية «فكيكي» من وجهة نظري المتواضعة تسهم في الصحة العامة، فالشخص ينزل من سيارته ويحرّك عضلاته ويسير وهذا من شأنه أن يجدّد الدورة الدموية ويحرق السعرات الحرارية، وكذلك إذا تم تطبيق كيكي في الطرقات فإنها ستسهم في خفض استهلاك الوقود واستخدام المركبات وبالتالي فإن ذلك سيعود بالنفع على اقتصاد البلدان واقتصاد الفرد أيضا وسيتيح للحكومات رفع أسعار البنزين (المرتفعة أصلا)، ومن ناحية نفسية فإن «تحدي كيكي» يفتح المجال للمنافسة الشريفة بين أبناء المجتمع ويؤكد على معلومة دائما ننادي بها وهي أنه لا فرق بين عربي وغربي في القدرات متى ما توفرت الظروف وأتيح لهم المجال، وقد أثبت العرب أنهم بنفس مستوى رقص الغرب بل ويتفوّقون عليهم أيضا في بعض الأحيان، وفي كل تحدّ قادم من هذا النوع سوف نثبت لهم دائما هذا المبدأ، فالنجاح ليس حكرا على أحد وبالمثابرة والحرص والتفاني نستطيع تحقيق المعجزات !

ومن ناحية اجتماعية فإن «تحدي كيكي» يسهم في زيادة الترابط الاجتماعي بين الأصدقاء والأهل لما تحمل كلمات الرقصة من كلمات مفعمة بالمحبة .

ويبقى أن ننبّه الإخوة والأخوات على ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة      والحذر في الرّقص حتى لا يصطدموا بعمود أو يسقطوا في حفرة وكل عام وأيامكم كلها «كيكي في كيكي»

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق