مقالات
غواية الأنثى.. هداية
منى المعولي
في بقعة ما على خريطة هذا العالم المترامي الأطراف وبيني وبين الوطن بحار وتلال وأنهار ووعكة عارضة تقتات على تفاصيل أنفاسي، لم تشغلني المطارات ولا تذاكر العبور ولا الزحام المرسوم على شوارع رصيف هذا البلد من أن ألتقط بين السائرين ملامح تشبهني
و لغة تتحدث بلساني ولسان يفهم لغتي..
تقع عيني على أولئك المتسربين خارج أوطانهم بحثا عن قطرة أمل، عن بصيص ضوء، عن منفذ سلامة ومعبر راحة وشفاء..
أقسم تأملاتي على منعطفات العمر وعلى جسور الحياة وتبقى الأحداث محصورة بين ثلاث زوايا اجتزنا من نقطة تكوننا وسيرورتنا وإلى ما صرنا عليه..
أعود لأتفرس الوجوه العابرة لأقرأ تفاصيل لا تُقرأ
و أعود مجددا لأكنس عبء تفكير بالذات قد شاغل نفسي
كل شيء على هذا الكون يمضي بسرعة، كل شيء مسرعا يمضي
لا شيء ثابت حتى الجماد
قلبي شاشة لهذا العالم وأحمل تناقضات العالم في رأسي..
وبينما أنا أتأمل المارقين وأتحين الفرص لاقتناص دواخلهم يخذلني الأكسجين وأحمل جهازي المعقود حول فمي ذلك الجهاز الذي يسايرني كرئتي أسميته شجرة فأصبحت أتنفس والشجرة على رأسي..
أنتصب فجأة لألتفت على أحدهم وهو يصب جام اهتمامه على وجعي
يبدو أننا ننسى بأننا بمقدار ما يحملنا الفضول على قراءة تفاصيل الغير، بأن الغير أيضا يتصفح عمق دفترنا المنسي..
******
خارج نطاق البوح
في عمق الجرح نبتت زهرة
من بكاء السماء خرج قوس قزح
من عتمة الليل ظهرت النجوم
من كسر الصخر نمت عشبة
ومن تذبذب الريح دارت طواحين الزمن..