يقدم المؤلف عمر بن خلفان الجرداني سيرة المكان والإنسان في كتابه “التبيان في سيرة آل جردان” الصادر قبل أيام عن دار لبان للنشر، ويقدم الإهداء “إلى كل من خطّ بقلمه لإثراء العلوم التاريخية”.. ومن يهتم بالعلوم والاطلاع والمعرفة وإلى تلك الأيادي والسواعد الطاهرة التي صنعت الإنجازات في الماضي والحاضر والمستقبل، و”إلى أهالي بلادي وشعابها”.
وفي مقدمته للكتاب يشير د. سيف الهادي إلى أن هذا الدراسة “كلاحظة دقيقة للمعالم الحضارية القديمة والوجود البشري الغائر في هذه البلدة، ابتداء من قوم عاد وانتهاء بآثار الأحداث السياسية في القرن التاسع عشر الميلادي” مؤكدا على جهدالمؤلف عمر الجردان ي في “تتبع آثار الماضين والتعرف على رسومهم ومعالمهم الحضارية في بلدة عرقي، وهي إحدى بلدان ولاية قريات بمحافظة مسقط”.
ويوضح المؤلف أن قارىء كتابه سيجد فيه “معلومات تاريخية لها جذور عميقة تمتد لآلاف السنين، وإن جغرافية المكان بجوانبه الطبيعية والبشرية تجعل من يقرأه بتمعن ويتفكر في هذا المجتمع كيف كانت الحياة فيه من قبل، وكيف استطاع هذا الإنسان أن يبني مدنهم في الجبال وشق الطرق الوعرة من أجل الوصول إليها”، مشيرا إلى قيامه بتوثيق “أغلب المشاهد الأثرية والتاريخة من المدن والكتابات المنحوتة في الصخور والقلاع وهندستها المميزة والأبراج الشامخة ومراسلات أعيان البلد مع السلاطين ومكاتبات الأهالي فيما بينهم وغيرها من الأخبار المتواترة والمتداولة فيما بينهم”.
تناول المؤلف عمر الجرداني الموقع الاستراتيجي لبلدتي عرقي وصياء مع إشارة إلى الأفلاج والأودية والجبال والمساجد وسكانهما، وما ذكره أهل العلم عن البلد وأهلها مع إشارة إلى مشاهير وأعيان البلد من آل جردان، وغيرها من الموضوعات كالحديث عن المقابر والمصانع التاريخية في المنطقة ومقابر ما قبل الميلاد، ومقابر الترك والفرس، والحصون والقلاع والكتابات والرسوم القديمة المنحوتة على الصخور.