كلمتين راس
شوارعنا.. وثقافتنا
كان صديقي القطري يمتدح شوارع مسقط، وكنا نطوف قبل يومين في شرايين المدينة، وكنت أشعر بالفخر، وأيقنت بحجم ما ينفق عليها من خلال إحصائية صدرت تقول أن مشاريع الطرق المنفذة حاليا تقترب من ملياري ريال عماني.
قلت لضيفي أن مستوى الطرق الذي تراه في العاصمة هو ذاته في جميع ولايات عمان، إن لم تكن قراها، في أية بقعة كانت، قريبة أو خلف تخوم الصحراء أو الجبال.
وقبل يومين كنت أقرأ خبرا عن دراسة عمانية توضح أثر الأزمة المالية العالمية على المكتبات في السلطنة!!
لم أقل للضيف أن الشوارع تغدو حضارية إن كانت بها فسحة لما يبقى في سلم الحضارة، وما يلفت السائح أكثر إلى جوهر البلد، وليس إلى قشورها الاسمنتية فقط, أن يعبر الشارع بين قاعة للمسرح ومقهى للفنون.. وأن تطل عليه مكتبات عامة تعرفها الأحياء السكانية بحيث لا تتكاثر فيها أبنية السوبر ماركت والهايبر ماركت وغيرها من المسميات التي حولتنا إلى استهلاكيين لا نبالي بقيمة سندوتش وجبة سريعة أن يبلغ الريالات الثلاثة لكننا ننزعج إذا رأينا الرقم سعرا على غلاف كتاب!.
ولم أشأ أن أعبر به شارع الثقافة في الخوير بما فيه من فقر معرفي، ولا أمضي به إلى أية قلعة عمانية لما فيها من شواهد على تاريخ عظيم مرّ من هنا.. ولم نخدمه بثقافة الحاضر كما ينبغي!