مقالات
المسؤولون واللا مسؤولون
المسؤولية واحدة من القيم التي يؤدي الالتزام بها إلى حياة متكاملة، ناجحة، ومرتبة، والإنسان اليوم في مواجهة العديد من المسؤوليات تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ومن حوله. في المجتمع هناك أفراد غير مسؤولين وهذا ليس لأنهم أطفال.. لا، بل لأنهم غير أكفاء لتحمل تلك المسؤوليات والإلتزامات، غير مبالين ولا مدركين لما يقع على كاهلهم من اعتبارات وواجبات فلو استمروا على هذا النهج سيهدمون حضارات وأمم.
كثيرا ما تتردد هذه الكلمات في أحاديثنا، وحقيقة أننا نفتقدها كثيرا في تعاملنا مع من حولنا من أشخاص، ومع ما حولنا من أشياء. المسؤولية أو ما يمكن تسميته بالاهتمام، لابد أن يكون حاضرا في كل أمر، وكل أمر هنا أقصد به كل ما تحمله الكلمه من معانٍ.
اللا مسؤولية تعني أن لا حياة في حياتنا، ولا أمل في الاستمرار، المسؤولية تربية تنشأ مع نعومة أظافرنا وتستمد قوتها وتعلمها من المواقف والظروف، والمسؤولين في حياتنا كثر، فهناك الأب المسؤول، والزوج المسؤول، والأم المسؤولة، والأخ المسؤول، والأخت المسؤولة، والمدير والموظف المسؤولين، بل هناك حاكم مسؤول، ودولة مسؤولة.
نحن مسؤولون أمام إلتزاماتنا لأننا مجبرين على تحمل العواقب والنتائج في حالات اللامبالاة واللا مسؤولية، تربيتنا وأخلاقنا في بدايات أعمارنا هي مسؤولية أمهاتنا وآباءنا، أما اليوم فنحن مسؤولون تجاه هذه الأخلاق ومسؤولون عن بنيانها أو دمارها. لا يمكن للفرد أن يتخلى عن مسؤولياته الصغيرة قبل الكبيرة لأن هذا الفعل يهدم من شخصيته وقد يكون سببا رئيسيا في تحطيم علاقاته وإقتلاعها من جذورها، إذ لا يمكن لشخص أن يتحمل العيش أو التعامل مع إنسان بعقل فارغ لا تخطيط ولا تدبير ولا إحساس يغلف حياته.
والمسؤولية بحر واسع، وحديقة غنّاء، أفرعها كثيرة، فالإنسان أمامة مسؤولية العبادة تجاه خالقه، ومسؤوليات إجتماعية أمام العادات والتقاليد، وأخلاقية عن إرتقاءه في مجتمعه وسائر مناحي حياته.
الفرد المسؤول شخصيته فريدة ، قادر على تحمل الأعباء، ومدرك لما يدور حوله من أحداث، شخص ذو خبرة أكثر، وصاحب علاقات أكثر، يمتلك مهارات مميزة ولديه العديد من المعلومات وهو قادر على تجاوز العقبات والمشكلات بصورة أفضل بكثير عن الفرد اللا مسؤول، هو شخص ناجح ومحبوب في محيطه.
نشر هذا المقال في العدد (30) من مجلة التكوين