الثقافي

صديقي البحر

ورد الهاشم

مدينتي ليس بها بحر، وأنا مشتاقة للحديث معه. لذا قررت زيارته بعد انقطاع طويل. أشعر بالخوف من عتابه لي. لا أدري كيف سأبرر له طول غيابي فأنا وعدته أن أزوره قريبا ولم أف بوعدي.

عندما وصلت علت أمواجه وهاجت فهذه طريقته في العتاب. جلست قبالته ولم أنطق بحرف. اكتفيت بالنظر اليه وهو يلطم بأمواجه. لعله يهدأ اذا رأى حالي ويرأف بي.

تبادلنا النظرات لفترة طويلة فلغة العيون أبلغ من كل اللغات. ثم بعد مدة هدأ عن الهيجان عندما رأى دموعي تنهمر فليس لدي شئ غير الدموع. أنت تعرف أني لم أتعمد الغياب فأنا أحتاج إليك كما أحتاج للأكسجين. صحيح أني أخاف منك ولكن أحب أن أكون بقربك. ألا يبدو ذلك غريبا ومتناقضا!

شعرت أنه سامحني عندما وصل موجه المزبد يداعب قدمي كأنه يواسيني. مددت يدي لألمس موجه وأصافحه وإذ بي أرى صدفة بيضاء زاهية خيل إلي أنها هدية البحر لي.

شكرا أيها البحر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق