الثقافي

أزهار أحمد: الحجر المنزلي كشف لي هشاشة العالم

تمارس حياتها اليومية وطقوسها الرمضانية على نحو اعتيادي، وتنظر إلى الحجر المنزلي كاستراحة محارب قصيرة، يعيد لنا بعض التوازن من لهاث الحياة اليومي أو الجري بأسرع مما ينبغي على حد رأيها. هكذا تبدو الروائية والمترجمة أزهار الحارثي في ظل الحجر المنزلي متصالحة مع ما تسميه عزلة اجتماعية، تقطف ثمارها وتجني دروسها عبر التأمل والقراءة والكتابة ومشاهدة العالم عبر مراياه الواسعة.

خاص: التكوين

عن الدروس التي ترى أزهار أحمد أننا تعلمناها من جائحة كورونا تقول: ليس هو درسا بقدر ما هو فهم لما كنا نفعله وما يدور حولنا.  كشفت لي العزلة الاجتماعية التي فرضها علينا كورونا أن العالم هش جدا، وأن الدول الكبرى والاقتصادات العظمى التي كانت تتغنى بقوتها ونفوذها وتفرضها على باقي العالم هي أضعف من غصن شجرة تلوح به ريح بسيطة.  

وتضيف أزهار أحمد: ما فهمته حين عزلنا كورونا أن التقدم العلمي والطبي الهائل أطاح به فيروس صغير عظيم  في تأثيره بحيث أنه أوقفنا عن الحياة تماما. من جهة أخرى تعلمت أن كل ما كنا نفعله بحياتنا اليومية مبالغ فيه، وأننا نركض بسرعة تفوق طاقتنا وأننا لا نملك من أنفسنا شيئا.  سؤال واحد من كلمة واحد مفتوح على مصراعيه ظل يتردد في عقلي و يخترقني: (لماذا؟)

وعن تفاصيل يومياتها في ظل الحجر تقول أزهار أحمد: تفاعلت بشكل إيجابي مع الإجراءات الوقائية، منذ أن بدأ كورونا يجتاحنا تعاملت مع نفسي على أنني مصابة ولا أريد أن أضر أحدا وخاصة أهلي.  أقفلت الباب على أسرتي وتكاتفنا للبقاء بعيدا قدر الإمكان، رغم الصعوبات بداية.  لكننا قاومنا وما زلنا نقاوم.  ربما أصعب ما في الأمر أنني أفتقد أمي وأخوتي ولا أستطيع أن أكون معهم كما كنت.  قررت الابتعاد كي نكون بمأمن جميعا.  وما زلت أقف مع كل من يجد أن البقاء في البيت صعبا وأتفاعل معهم بشكل إيجابي كي نمرر الأمر بسهولة.  وبوجود الهواتف والانترنت وسهولة التواصل يصبح الموضوع سهلا ومحتملا.  فالتعاضد موجود من جميع الأطراف سواء كانوا عائلة أم أصدقاء.

وفي ما يتعلق بالإجراءات الاحترازية المتبعة في السلطنة أوضحت أزهار أحمد قائلة: تسعى الجهات الحكومية لاتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للحد من انتشار الفيروس.  وأرى أن جميع العاملين في هذا المجال هم جنود يستحقون كل الشكر والتقدير. إن ما يبذلونه كاف ويمكن أن يمنع عنا كورونا. ويبقى استجابة الناس لهذه الإجراءات.  يجب أن نسهل عليهم عملهم كي يستمروا ويبقوا بصحة وعافية، لأن ما يفعلونه هو بقاءنا أصحاء والقضاء على هذا الفيروس.  التفاؤل مطلوب، والتعاون أكثر ما يمكن أن يقدمه كل إنسان في هذه المرحلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق