الثقافي

الشعر ديوان سلاطين عمان والقصيدة العمانية القوة الناعمة عبر الأزمان

شعر ديوان العرب والقصيدة هي القوة الناعمة التي ترفد السلاح إلى أن ترتفع بيارق النصر.
والشعر يجري منذ الأزل في شرايين العرب وعليه يصبحون وبه يمسون.
ومنذ المهلهل إلى الضليل ملك كندة إلى الخلفاء الثلاثة عمر وعثمان وعلي إلى عدد من خلفاء الدولتين الأموية والعباسية تدفق الشعر على ألسنة عظماء العرب قولا أو استشهادا.
وينقل الأصمعي عن الفاروق أنه ما قطع أمرا إلا واستشهد ببيت من الشعر، وقال الإمام الشعبي كان عمر الفاروق شاعرا.

تطواف في مغاني الشعر السلطاني
حمود بن سالم السيابي

وعبرت القصيدة مع سفائن العرب الضفة الثانية للأبيض المتوسط فارتفعت بيارقها في الأندلس فكان ملوك الأندلس يقولون الشعر ويجددون في الشعر ويقرِّبون الشعراء.
ولم يكن سلاطين وأئمة عمان بمعزل عن ملوك العرب الذين نظموا الشعر وأكرموا من يقول في حضرتهم الشعر.
وفي تتبعي للشعراء من سلاطين الدولة البوسعيدية تساءلتُ ما إذا كان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يقول الشعر ؟ وكانت الإجابة نعم، فبالرجوع إلى جريدة عمان نقرأ في عددها الصادر في ١٧ نوفمبر من عام ١٩٧٣م لقاء صحفيا أجرته الجريدة مع الأستاذ حفيظ بن سالم الغساني المستشار الصحفي لجلالة السلطان والمشرف التنفيذي على الإعلام أكد فيه الغساني ما نصه «إن جلالته يحب الشعر ويعجب بالجيد منه، وبين مشاغله الكثيرة يحلو له أحيانا أن ينظم في معنى معين».
ولم تنشر الجريدة اسم المحرر الذي أجرى اللقاء لكن المؤكد أنه الاستاذ محمد ناجي عمايرة المحرر المختص بالجانب الثقافي والإعلامي بالجريدة وهو الذي أجراه .
وكان الغساني يتحدث أثر تفضل المقام السامي باعتماد الصيغة النهائية لنشيد الحرس السلطاني العماني الذي كتبه الشاعر محمود الخصيبي وخضع لتعديلات على بعض مقاطعه ومفرداته ليعبر عما أراده جلالته في النشيد الذي سيحمل رسالة الحرس السلطاني العماني.
ولقد كان لي شرف إجراء حوار آخر مع معالي حفيظ الغساني وذلك في أكتوبر من عام ١٩٩٥ ونشرته بتاريخ ١٨ نوفمبر من نفس العام في إصدار خاص لجريدة عمان بمناسبة اليوبيل الفضي وحمل الإصدار عنوان (قابوس الإنسان).
وجاء فيه قول المستشار الصحفي لجلالة السلطان ما نصه:
«جلالته يحب الأدب والشعر، وللشاعر المتنبي مكانة كبيرة في نفسه, وأن جلالته كثير الاستشهاد في حواراته بهذا الشاعر، كما أحبَّ شكسبير بعد أن ألمَّ باللغة الانجليزية».
ويضيف الأستاذ حفيظ الغساني:
«لقد أهداه والده جلالة السلطان سعيد بن تيمور كتاب أطواق الذهب فكانت لهذا الكتاب الأدبي مكانة مهمة لدى جلالته حفظه الله».
ولم يفصح الأستاذ الغساني في حواري معه عن القصائد التي نظمها جلالته ومناسباتها إذ أن عليه أن يستأذن من مقامه السامي قبل الكشف عنها.
والمتابع لشخصية جلالته طوال نصف قرن من المسيرة المباركة سيلحظ مكانة الشعر والشعراء لديه وكيف أن أمهات القصائد كانت لها مساحات في أحاديثه وحواراته.
وكلما التقى جلالته حفظه الله بأبنائه الطلبة تحضر دوما الأبيات الممجدة للعلم «الذي يرفع بيتا لا عماد له».
وإذا التقى بالشباب حضر بيت أبي العتاهية وغيره من الشعراء الذين يعظمون من قيمة الوقت ووجوب اغتنامه فيما ينفعهم:
«إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة»
ولطالما تمثَّل جلالته بقول أمير الشعراء أحمد شوقي خلال لقائه حفظه الله بأبنائه في الداخل والخارج ومنها اللقاء الذي جمعه بهم خلال المنتدى الطلابي الصيفي الأول بصلالة عام ١٩٧٦م حيث استشهد بقول شوقي:
«و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم» …
فلم يكمل جلالته شطر البيت بل أراد اختبار أبنائه وتحفيزهم في حفظ أشعار العرب, فأمرهم أن يكملوا البيت فرددوا وبصوت واحد :(ذهبوا).
وقد تناوب الشاعران الكبيران ذياب بن صخر العامري وسالم بن علي الكلباني على المثول بين يدي جلالته في استاد الشرطة وميدان الفتح لينقلا فرحة الوطن بأعياد الوطن وبحضور سيد الوطن في قصائد عصماء خلدت المناسبات.
كما وقف الشاعر الكبير الشيخ هلال بن سالم السيابي بين يدي جلالته في سيح الراسيات بسمائل مستأذنا مقامه بنقل فرحة سمائل بمقدمه الميمون.
وتكررت وقفة الشاعر الكبير الشيخ سليمان بن خلف الخروصي في الحضرة السامية لدى تفضل جلالته برعاية حفل افتتاح حصن الشموخ بمنح وفي سيح الرخاء بنخل.
وكانت قصيدة الشاعر ناصر البلال في خور البطح خفق شراع فينيقي في المناسبة الماجدة.
وتألق الشاعر الصغير سهيل بن مبارك الحبسي في مهرجان شمس النهضة وهو يلقي قصيدته النبطية بين يدي المقام السامي في المضيبي.
واستمر الشاعر الشيخ أبو الحكم أحمد بن عبدالله الحارثي نجم مهرجان الخيل السلطاني السنوي متناغما مع صهيل الأصائل.
وقد كان لي شرف التواجد في السيوح السلطانية طوال عشرين عاما ممثلا لجريدة عمان فكان الشعر مستفتح القدوم الميمون ومسك ختام جلسات برلمان الهواء الطلق .
وعلى بساط من شجر الرسل القادم من أودية عمان تبارى شعراء عمان للتعبير عن فرحة اللقاء.
ولقد تابعت في هذه الجولات الشيخ الشيبة السالمي بن الإمام نور الدين وهو يلقي قصيدته بين يدي جلالته.
وفي جولة أخرى لجلالته في ولايات الشرقية ألقى حفيد نور الدين الشيخ عبدالله السالمي الذي أصبح لاحقا وزيرا للأوقاف والشؤون الدينية قصيدة أبيه بين يدي جلالته.
وتناوب في جولات أخرى مثول الشاعرين الشيخين مهنا بن خلفان الخروصي والقاضي محمد بن علي الشرياني وهما يعطران السيوح السلطانية بالشعر إلى جانب العديد من الشعراء في طول البلاد وعرضها وباللونين الفصيح والنبطي.
وشهد عهده الميمون طباعة العديد من الدواوين لكبار الشعراء أمثال سليمان النبهاني وأمير البيان الخليلي والسيد هلال بن بدر إلى جانب الكيذاوي والستالي والمشايخ خلفان بن جميل وحمد بن عبيد السليمي وسعيد بن خلف وسليمان بن خلف وهلال السيابي وأحمد بن عبدالله الحارثي وموسى البكري وحميد بن عبدالله الجامعي وذياب العامري وحبراس بن لافي وعلي بن شنين الكحالي
إلى جانب إعادة طباعة دواوين أبي مسلم البهلاني وسليمان بن سليمان النبهاني وبن شيخان السالمي وأبي الصوفي المجيزي.
وشهد عهد جلالته حفظه الله تنظيم أول مسابقة شعرية في تاريخ عمان تبارى فيها شعراء الصف الأول.
وإذا كان عهد جلالته هو العهد الذهبي للشعر العماني من حيث الطباعة والاهتمام فإن البوسعيد والشعر مجدان ممتدان.
وأقلب عقودا من الزمان لأتصفح سيرة سلطان عماني كبير وشاعر كما كشف عن شاعريته الشيخ سعود بن علي الخليلي في كتابه (كلمة) حيث توجه الشيخ سعود بن علي الخليلي إلى صلالة للقاء جلالة السلطان سعيد بن تيمور فكان الشعر ثالثهما.
وبعد ثلاثة أشهر من الإقامة في صلالة عاد الشيخ الخليلي وفي بخشته قصائد السلطان .
وجمع الشيخ سعود بن علي الخليلي عدة مقاطع لقصائد السلطان سعيد ونشر بعضها في كتابه.
يقول جلالة السلطان سعيد بن تيمور في إحداها:
حارب فؤادك ما استطعت
ولا تكن في الانقياد
إلا على حب المواطن
والمعارف للبلاد
ودعِ الأمور لربها
فلعله يكفيك زاد.
واحذر معاشرة الرجال
أولي القلاقل والعناد
واخلص لربك في الظواهر
والبواطن لا تعاد
واعلم فقدرة حكمه
في ما يشاء على العباد
لولاه ما دارت رحى
الدنيا ولا السبع الشداد
وفي موقف آخر يقول جلالة السلطان سعيد بن تيمور :
لأكل كعيكة في الحصن عندي
أحب إليَّ من أكل الفنادقْ
وضربة خمسة في الصحن عندي
أحبُّ إليّ من لعق الملاعقْ
وضرب العود من عبد كريه
أحب إلي من عزف المزائقْ
وهفوة صادق بظفار عندي
أحب إلي من ملقٍ منافقْ
لذلك كنت أمكث في ظفار
لكي أنسى بما في القلب عالقْ.
وكما كانت نونية أبي مسلم راجمة الصواريخ في جيش الإمام سالم بن راشد الخروصي فإن القصيدة النزوية للسيد هلال بن بدر البوسعيدي القوة الناعمة لكتائب جلالة السلطان سعيد بن تيمور في فتح نزوى.
ويعود بي الزمان لعقود أخر فأقترب من زمن جلالة السلطان تيمور بن فيصل لأصافح هماما البوسعيديا عشق الشعر وقرب الشعراء فجعل من شاعر بلاط أبيه المعروف بأبي الصوفي الشيخ سعيد بن مسلم المجيزي شاعرا لبلاطه ونديم جلساته.
ولم يكتف السلطان تيمور آل سعيد بالاستماع للقصائد التي ينظمها المجيزي فيه وفي يخوته ورحلاته و«مقناصه» والمناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية بل كان يلهم شاعر بلاطه بأغراض القصائد، وما يجب أن تزخر بها من معان وصور.
كما كان ينتقي له أبياتا من عيون الشعر العربي ليشطرها وفق هوى السلطان أو يخمسها.
واشترك السلطان تيمور مع شاعر بلاطه في كتابة بعض القصائد، وكثيرا ما يبدأ السلطان ببيت من نظمه فيأمر شاعره المجيزي أن يكمله بنفس الروي والبحر والقافية .
ومن شعر جلالة السلطان تيمور بن فيصل :
نزلتم وودي لا تروني بعينكم
جهارا وأن نقضي الليالي بينكم
فرحتم حشانا لم تجازوا بشينكم
فقد مزق الرحمن بيني وبينكم
ومر جلالة السلطان تيمور بدرب في ظفار فوقف واستوقف وبكى واستبكى فقال:
قف بالشوارع وانظر هل لهم أثر
فطلب من الشاعر المجيزي أن يكمل البيت فكان البيت عنوانا لقصيدة امتدت لخمسة عشر بيتا يقول المجيزي مستكملا نظم السلطان تيمور:
قف بالشوارع وانظر هل لهم أثر
إني وحق الهوى قد عاقني النظر
آن الرحيل فما لي عنهم بدل
كلا ولا عنهم يا صاح مصطبر
رحماكم جيرتي إني قتيل هوى
إذ لم يطب بعدهم عيش ولا سمر
أبيت يوم النوى أرعى النجوم أسى
هيهات لم يسلني نجم ولا قمر
وزار جلالة السلطان تيمور كراتشي وأقام في كوخ عائم «هاوس بوت» فنظم قصيدة مطلعها:
خلت «الهوس بوت» من كل ريم
كاعبات يخجلن بدرا منيرا
يستلبن العقول من غمز لحظ
صار منه الشجاع قهرا أسيرا
كل قلب في الأرض سوف تنسى
غير قلب إذا رأى كشميرا
قيدت فكرتي فصرت لديها
دون قومي متيما مأمورا
إلى أن يقول:
(فثقي بالعهود في الحب مني)
وتوقف السلطان هنا وأمر المجيزي أن يكمل البيت
فقال له المجيزي:
(إنني لم أزل وفيا قديرا)
ثم أضاف إليها المجيزي أحد عشر بيتا من حيث توقف السلطان.
كما أضاف بيتين كمطلع للقصيدة بحيث أصبح استهلالها على النحو التالي :
أمن الظعن حين همَّ نفورا
كتب الدمع في الخطوط سطورا
هاج بالقلب واستطار فلما
زمت العيس كان يوما خطيرا
(خلت «الهوس بوت» من كل ريم)
كاعبات يخجلن بدرا منيرا
ونظم جلالة السلطان بيتا جاء فيه:
سناك أبهجني في الشرق يا قمر
هلال مررت على من زانه الحور
فأكمل المجيزي البيت بقصيدة امتدت لثمانية وعشرين بيتا فقال:
إني أراك بنور الحسن مستترا
هل أنت من نور ذاك الحسن تستتر
وهل وقفت على الأعتاب ملتمسا
تقبيل أعتابه بالترب تفتخر
أم شاقك البرق من لألاء مبسمه
فظلت من بارق اللألاء تبتهر
ونظم جلالة السلطان تيمور بيتا فأمر شاعره المجيزي أن يخمسه يقول السلطان :
فهل ظن قلبي قد سلوت عن الهوى
وهل ظن معشوقي بأني قد تبت
وقد خمسه الشاعر المجيزي فجاء تخميسه على النحو التالي :
فما صدني عنه العذيب ولا اللوى
ولا حلت عن داري وإن شط بي النوى
(فهل ظن قلبي قد سلوت عن الهوى
وهل ظن معشوقي بأني قد تبت)
ولم يكن المجيزي وحده من ندامى السلطان تيمور فقد نشر السيد هلال بن بدر البوسعيدي في ديوانه بيتا للشاعر الربيع بن ضبع الفزاري وقال إن جلالة السلطان تيمور أمره بتخميسه كما جاء في الديوان:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا … أملك رأس البعير إن نفرا
فجاء التخميس كما نشره السيد هلال :
عاش سعيد لملكه وعلا
عاهل لا ترى له مثلا
وأنا والسرور لي اكتملا
(أصبحت لا أحمل السلاح ولا
أملك رأس البعير إن نفرا)
وعودة لديوان المجيزي فقد حفل بعشرات الأوامر من السلطان تيمور لتخميس أبيات للمتنبي وأبي فراس الحمداني وأبي مسلم وغيرهم.
وكان رعد الشعر العماني يدوي مع قعقعة السلاح لتثبيت الراية السلطانية الحمراء على سارية الدولة البوسعيدية في عهد السلطان فيصل بن تركي آل سعيد .
وقد ورَّث السلطان فيصل أبناءه السادة تيمور وحمد ونادر حب الشعر فحفل ديوان المجيزي بالعديد من طلبات السادة الثلاثة في تخميس أبيات كبار الشعراء.
وكان سمو السيد عبدالله بن عباس آل سعيد الذي وثق عهدي جلالة السلطان سعيد بن تيمور والعهد الميمون لسيد عمان بالصور حيث كانت الكاميرا رفيقة المشاوير هو آخر من قال الشعر من حفدة السلطان فيصل حيث نشرت له جريدة عمان قصيدة احتفاء بجلالته بعنوان (أفديك من ملك) ونشرتها الجريدة في عددها الصادر في الثالث من مارس عام ١٩٧٣م.أقتبس منها :
أفديك من ملك عظيم الشأن
متتابع الحسنات والإحسان
متوقد العزمات فياض الندى
حدثْ عن الطوفان والنيران
لا يلجأون لغيره من حاكم
في ذا المقام وصاحب الإيوان
تضع الملوك على ثرى أعتابه
عند السلام جواهر التيجان
حتى إذا شخصت له أبصارهم
خروا لهيبته على الأذقان
وتتحدث سير السادة السلاطين عن حبهم للشعر ونشر المعرفة في الشطرين الإفريقي والآسيوي فكان الشعراء ندامى السلاطين وقصائدهم القوة الناعمة.
وكما كانت استنهاضيات أبي مسلم وبن شيخان وغيرهما من الشعراء المدفعية الثقيلة لدولة الإمام سالم بن راشد الخروصي وبالأخص نونية أبي مسلم التي كانت الرافعة التاريخية الأشهر فإنه بالمقابل أحدثت قصائد المجيزي نفس التأثير في حروب السلطانين فيصل بن تركي وتيمور بن فيصل.
كما أن قصيدة السيد هلال بن بدر البوسعيدي المعروفة «بالنزوية» لها نفس التأثير في فتح نزوى وحرب الجبل الأخضر.
وتكرر حضور القصيدة في أزمنة الإمام عزان بن قيس والسلاطين برغش بن سعيد و تركي بن سعيد وسعيد بن سلطان وخليفه بن حارب.
ولعل زمن السلطان برغش كان أكثر انفتاحا للمعرفة إثر إدخاله أول مطبعة سلطانية للشرق الأفريقي فكان له الدور في طباعة عشرات الكتب ومن بينها دواوين الشعر.
وأقترب من بدايات الدولة البوسعيدية الشامخة لأقف عند الإمام سعيد بن الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي أقام بالرستاق فطاولت قصائده جبالها وقلاعها فكان الشعر أهم مظاهر عصره وما زالت «يامن هواه أعزه وأذلني» قصيدة الامس البعيد واليوم والغد رغم مضي أكثر من قرنين على كتابتها.
يقول الإمام سعيد بن أحمد البوسعيدي:
يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلني
وتركتني حيران صباً هائماً
أرعى النجوم وأنت في نوم هني
عاهدتني أن لا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن أن لا تنثني
هب النسيم ومال غصن مثله
أين الزمان وأين ما عاهدتني
جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني
واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني
لما ملكت قياد سرى بالهوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني
ولأقعدن على الطريق فاشتكى
في زي مظلوم وأنت ظلمتني
ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ما عذبتني
ولأدعين عليك في جنح الدجى
فعساك تبلى مثل ما أبليتني
وله القصيدة السينية ومن أبياتها :
إذا شحت الخضراء بالويل فالتمس
تجد جود سلطان على الناس كالمطر
فإن عز مطلوبي فليس شماتة
وان حصل المطلوب فالفوز بالظفر
وله اللامية المعروفة
وافا حمامك يا حبيبي بالعجل
نار تلهب في ضميري تشتعل
يا من له شرف وفضل في الورى
أمسى وحيداً مفرداً دون الأهل
الله أكبر من مصاب عمنا
هماً وغماً لا يبيد ولا يفل
حمد حوى المجد الشريف تغيرت
أيامه قد كان يضرب بالمثل
صبراً لأولاد الإمام ومن لهم
من أخوة وأقارب فيما نزل
لا غرو هذا قد أتى خير الورى
لم تمنع الأموال عنه ولا الدول
وله القصيدة التي يتحسر فيها على ما فات :
لهفي على عيش مضى
ما ذقت أحلى منه شي
لما ذكرت عهوده
جرت الدموع وقلت أي
والحديث عن الشعر وآلبوسعيد يطول ويطول وستبقى القصيدة عطر الأزمنة ومجدها، ولن يترك العرب الشعر إلا إذا تركت النوق الرغاء.
وكما أن عمان أول جزء عربي تسطع عليه الشمس ستبقى الجزء الذي لن تغرب عنه شمس الشعر بل ستبقى مشرقة على الدوام لتستيقظ البلابل في قصور السلاطين.
…………….
مسقط في السادس من ديسمبر ٢٠١٩م.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق