الصحةالعام

النفايات الطبية في زمن الكورونا  

الذي لا شك فيه أن العالم الآن في خضم الجائحة التي مازالت تدفع الجميع للمزيد من العمل والجهد للتصدي لها ووضع الخطط والسياسات اللازمة للتقليل من تفاقمها كلا حسب اختصاصه ومجاله٠ 

بما أن إدارة النفايات من الركائز المهمة في الإدارة البيئية والصحية للمؤسسات والمجتمع؛ فإن السلطنة ليست بمعزل عن باقي دول العالم حيث توجب عليها ممثلة بالجهات المختصة في هذا المجال التعاون والتكاتف فيما يتعلق بالتعامل الآمن مع النفايات الصادرة عن مرضى فيروس كوفيد 19 سواء كانوا في العزل المنزلي أم العزل المؤسسي، وكذلك في حالة تقديم الخدمة الطبية لهم من خلال المؤسسات الصحية.

وفي لقاء صحفي أشارت سلوى بنت سالم بن علي المعشرية المشرفة على برنامج إدارة النفايات الطبية بدائرة الصحة البيئية والمهنية بالمديرية العامة لمكافحة ومراقبة الامراض بوزارة الصحة الى أنه مع تزايد الحالات وتضاعف أعدادها في الآونة الأخيرة فإن من المتوقع ارتفاع عدد المسجلين في العزل المؤسسي والتنويم، وبالتالي سيكون هناك تزامن في زيادة كمية النفايات الطبية الناتجة عن تقديم الخدمة لهم في مراكز الفحص والمختبرات الطبية والمستشفيات المرجعية ومراكز الصحة الأولية وكذلك العزل المؤسسي وغيرها.

واضافت: إن النفايات الصادرة من المؤسسات الصحية تنقسم بين الخطرة والغير خطرة ثم تندرج تحتها أصناف أو مجموعات النفايات كلا حسب نوع خطورته كالنفايات المعدية والكيمائية والحادة والمشعة والنفايات المنزلية وما إلى ذلك.

وحول النفايات الطبية الناتجة عن مرضى كوفيد 19قالت المعشرية: تتبع وزارة الصحة نهج مدروس في إدارة كافة البرامج الصحية والتي من ضمنها برنامج إدارة النفايات الطبية الصادرة من جميع المؤسسات الصحية التابعة سواء كانت الحكومية أو الغير حكومية ، وقد جاءت إدارة النفايات الطبية الناتجة عن المرضى المصابين بفيروس التاجي كوفيد 19من ضمن اهتماماتها، حيث أصبح لزاما عليها إتباع أفضل الممارسات لإدارة نفايات الرعاية الصحية لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا البرنامج وذلك من خلال وضع الخطط والسياسات وتوجيه الجهود كافة للحفاظ على سلامة الجميع من مخاطر التعرض لها وذلك برفع الوعي لدى العاملين الصحيين وتدريبهم وتوجيههم التوجيه الصحيح.

وأوضحت سلوى المعشرية انه بالنسبة الى النفايات المنزلية للمصاب بفيروس كوفيد 19خلال فترة العزل المنزلي، فانه يجب التعامل معها بحذر واستخدام أدوات الوقاية الشخصية اللازمة كالكمامة والقفازات وأن توضع في أكياس قمامة بسمك جيد حتى لا تكون عرضه للشرخ، ثم يتم ربط الكيس ووضعه في كيس آخر ونقله لأقرب نقطة تجميع لنفايات البلدية، مع التأكيد على ضرورة نزع مواد الوقاية الشخصية المستخدمة بحذر ثم غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو تعقيمها.

اما عن نفايات العزل المؤسسي للمصاب بفيروس كوفيد 19 فهي نفايات ناتجة عن تقديم خدمات العزل المؤسسي في مراكز تحت إشراف الوزارة بلغ عددها 61 مركزا؛ عليه يتم تجميع نفايات العزل المؤسسي في أكياس سوداء لا يقل سمكها عن 70 مايكرون ثم يحكم ربطها وتوضع في كيس آخر بنفس المواصفات ويحكم ربطها كتصرف احترازي ومهم لحماية الأشخاص المتعاملين معها ؛ ثم يتم نقلها لنقطة تجميع النفايات الخاصة بمركز العزل والتي توفر فيها الشركة العمانية لخدمات البيئية عربات خاصة يحكم أغلاقها  ومنها تقوم الشركة بنقلها حسب جدول زمني متفق عليه ويتم معالجتها في محطات معالجة النفايات الطبية. 

وأكدت على أهمية استخدام معدات الحماية الشخصية اللازمة خلال التعامل مع هذا النوع من النفايات.

أما بالنسبة لنفايات المؤسسات الحكومية والخاصة للمصاب بفيروس كوفيد 19 والناتجة من تقديم الخدمة العلاجية للمرضى المصابين بالفيروس فإنها تندرج تحت النفايات الطبية المعدية شديدة الخطورة حيث وضعت لها وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الامراض السياسات الخاصة بإدارتها وذلك استنادا الى ما جاء في السياسيات الدولية والخليجية المعتمدة بحيث يتم تجميع هذا النوع من النفايات في أكياس سميكة صفراء يحكم ربطها ثم توضع في كيس آخر بنفس اللون وتنقل في عربات خاصة لنقطة التجميع في المؤسسة وتفرغ في عربات النفايات الطبية التي توفر من الشركة العمانية لخدمات البيئة والمتعاقد معها لتقديم خدمة نقل وتجميع ومعالجة النفايات الطبية للوزارة والتي بدورها تقوم بتجميعها من نقاط التجميع ونقلها لمحطات المعالجة ملتزمة بالممارسات الصحيحة في استخدام معدات الحماية الشخصية خلال تداول النفايات.

أما فيما يتعلق بإدارة مياه الصرف الصحي الناتجة من المؤسسات الصحية والتي تقدم الخدمة لمرضى كوفيد 19 فتوضح المعشرية أنه حتى الآن ليس هناك دليل قاطع على أن الفيروس قد ينتقل من خلال شبكة الصرف الصحي ام لا، لكن ينبغي اتباع أفضل الممارسات لحماية صحة العاملين في مجال الصرف الصحي، وذلك من خلال استخدام معدات الوقاية الشخصية الضرورية بالمواصفات المطلوبة. 

واكدت على أهمية عدم ملامسة الوجه نهائيا مع غسل اليدين بالماء والصابون وتعقيمهما وممارسة التباعد الاجتماعي أثناء قيام الجميع بواجبه. 

من جانبه أوضح جاسم بن محمد الوهيبي رئيس دائرة نفايات الرعاية الصحية بالشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة “بيئة” أنه فور إعلان منظمة الصحة العالمية عن فايروس كوفيد-19، قامت شركة “بيئة” بالتعاون مع وزارة الصحة بالتعميم على كافة المؤسسات الصحية بالسلطنة على أهمية اتباع إرشادات عزل النفايات التي ستنتج عن الحالات المؤكدة والمشتبه إصابتها بفايروس كوفيد-19 عن بقية أنواع نفايات الرعاية الصحية الناتجة من تلك المؤسسات، وذلك لضمان الإدارة الآمنة والتخلص الآمن منها في مرافق معالجة نفايات الرعاية الصحية التابعة للشركة وفقًا لأحدث المعايير الدولية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وأولت الشركة اهتماماً بالغاً في أخذ كافة الإجراءات الاحترازية لضمان صحة وسلامة كافة العاملين في قطاع نفايات الرعاية الصحية وتقيد كافة العاملين بالشركات المشغلة لمرافق المعالجة التام بإجراءات السلامة المتبعة للتعامل مع تلك النوعية من النفايات الملوثة حسب توصيات وإرشادات منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن، حفاظاً على الصحة العامة وتجنبا لمخاطر انتشار الأمراض المعدية.

كما قامت الشركة أيضاً بتفعيل خطة الطوارئ المعتمدة لديها بالاتفاق مع وزارة الصحة والعمل على مدار الساعة، تزامناً مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي جائحة كوفيد-19 وتأكيد إصابة بعض الحالات بالفايروس بالسلطنة، حيث قامت شركة “بيئة” مباشرةً بتقديم خدمة جمع ونقل ومعالجة النفايات الناتجة لأكثر من 61 مركزاً للحجر الصحي المؤسسي في مختلف محافظات السلطنة بالإضافة إلى جميع المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة المستفيدة من الخدمة وزيادة عدد مرات تجميع نفايات الرعاية الصحية من المؤسسات الصحية في مختلف محافظات السلطنة، ليتم نقلها ومعالجتها فوراً في مرافق معالجة نفايات الرعاية الصحية لضمان الإدارة الآمنة والتخلص الامن منها وفقاً لأحدث المعايير الدولية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية وأحدث الأساليب والتقنيات العلمية إما عن طريق أجهزة المعالجة الحرارية أو عن طريق أجهزة التعقيم (الأوتوكليف).

 وختمت سلوى المعشرية حديثها قائلة: تؤكد منظمة الصحة العالمية بأنه ليس هناك دليل قاطع على انتقال العدوى من خلال الاتصال المباشر مع النفايات ولكن وجب الحذر واتخاذ الاجراءات الاحترازية حيث أن الفيروس مازال يتمحور والدراسات ما زالت مستمرة. 

واضافت: نحن نثق بإن الجهات المختصة سواء كانت حكومية أو خاصة تعي تماما الأثر الإيجابي من الادارة السليمة للنفايات سواء كانت طبية أو غيرها على صحة الانسان والبيئة المحيطة به وذلك من خلال تقييمها للمخاطر ووضع التدابير اللازمة في الحيز القانوني والتشريعي المسموح به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق