الصحة

بسبب كورونا .. هل هذا ما ستبدو عليه مكاتب المستقبل؟

لقد قلب فيروس كوفيد 19 مفاهيم الحياة العملية، وأدى إلى تغيير كيف وأين يقوم الناس بوظائفهم. وفي هذا السياق أعلن كل من تويتر و فيس بوك أنهما يمنحان الموظفين فرصة العمل من المنزل بشكل دائم. ولكن ليست كل الشركات قادرة على القيام بذلك. لذا فإنه مع بدء الحكومات في جميع أنحاء العالم في التخفيف من قيود الإغلاق، فقد بات الحد من انتقال الفيروس في بيئة العمل يأتي على رأس أولويات العديد من المؤسسات. وفيما يلي عشر طرق يمكن أن يتغير وفقها العمل وأماكن العمل.


1 ـ محطات عمل الواقع المعزز 

شرع فيسبوك بتجربة إعدادات مكتبية مستقبلية، باستخدا الشاشات الافتراضية التي تطفو في الهواء ويمكن للأشخاص تغيير حجمها . وقد كشف رئيس الواقع الافتراضي والواقع المعزز على منصة التويتر، أندرو بوسورث، عن لقطات، لفضاء عمل الواقع المختلط، موضحا أن الشبكة الاجتماعية تسعى لـ”الارتقاء بالعمل عن بعد”، وتعمل على تمكين الناس من إمكانية “التبادل بين العالمين الحقيقي والافتراضي.”

وقال الفيس بوك في منشور له إن التكنولوجيا هي جزء من منصة حوسبة جديدة تجمع بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي مع الأجهزة الجديدة لإنشاء “فضاءات عمل لا نهائية” يمكن أن تسمح لزملاء العمل بالتعاون في غرف الاجتماعات الافتراضية. 

وهم يعملون على ما يسمى (Codec Avatars)  ـ الصور الرمزية الافتراضية شبه الواقعية للموظفين – بهدف تعزيز التفاعل الاجتماعي، “لتمكين الروابط الاجتماعية في الواقع الافتراضي لتصبح طبيعية ومألوفة مثل تلك الموجودة في العالم الحقيقي”. 

2 ـ مكاتب التباعد الاجتماعي

سيستمر العمل المنزلي، لكن الحياة المكتبية – بشكل ما – ستستمر أيضًا، ولكن التحدي يكمن في كيفية تهيئة أماكن العمل. شركة كوشمان آند ويكفيلد العقارية العالمية طرحت تصميما جديدا لمواجهة هذا التحدي، ويطلق عليه “مكتب الستة أقدام”. إنها طريقة لتحويل المكاتب الموجودة إلى أماكن يمكن من خلالها ملاحظة “قاعدة مسافة الستة أقدام” – التي قد تستمر الحكومات في تبنيها. ويتنبأ أرجون كايكر الذي قاد فريق “مكان العمل” في مؤسسة فوستر آند بارتنر للهندسة لمدة عقد من الزمان، ويرأس الآن قسم التحليلات والأفكار في مؤسسة زهى حديد للهندسة المعمارية، (ZHA)  بأن الوباء الحالي سيعيد تشكيل تأثيث المكاتب بشكل جذري. وقال في هذا الشأن للجارديان: “لقد تقلصت طاولات المكاتب على مر السنين، من 1,8 متر إلى 1,6 متر، إلى 1,4 متر وأقل الآن، ولكن أعتقد أننا سنرى ما هو عكس لذلك، لأن الناس لن يرغبوا في الجلوس بالقرب من بعضهم البعض”.

3 ـ حلول بسيطة

كيف تحافظ على نظافة المكاتب؟ بالإضافة إلى الإضافات الإجراءات الواضحة مثل تغقيم اليدين، فإن هناك بعض التغييرات البسيطة التي يمكن أن تساعد في هذا الجانب. فعلى سبيل المثال، في مؤسسة كوشمان آند ويكفيلد، يُطلب من الموظفين استخدام مفرش ورقي لمكاتبهم، وفي نهاية اليوم، يتم التخلص من الورق، مما قد يساعد في الحد من انتشار فايروس كورونا على الأسطح.

4 ـ المخطط المغلق

اعتمدت تقاليد العمل المكتبي لعقود من العمل المخطط المفتوح، ولكن هل يمكن أن يؤدي كوفيد 19 إلى عكس هذا التوجه، ما قد يؤدي مستقبلا إلى اعتماد المخطط المغلق؟

يقول كايكر، الذي يتنبأ بالابتعاد عن التصاميم المفتوحة: “لا أقترح أن نعود جميعًا إلى العمل في مقصورات خلوية من جيل الخمسينيات، ولكنني لا أعتقد أن الكثافة في المكاتب ستتغير”.

5 ـ المزيد من العلامات

تخيل العلامات التوضيحية للطريق، ولكن بتطبيقها على المكاتب، ابتداء من الخطوط على غرار ملاعب الاسكواش في الردهات إلى أماكن الوقوف في المصاعد، ومن الدوائر حول المكاتب إلى خطوط المسارات في الممرات. ومن المرجح أن يتم تغطية أرضيات وجدران مكاتبنا بالتعليمات المرئية. كما أن أحد الأساليب الممكنة يتمثل في تشجيع الموظفين على السير في اتجاه عقارب الساعة، وتوجيه التدفق في اتجاه واحد لتقليل انتقال العدوى، وذلك وفقا لما اعتمدته العديد من المستشفيات في ظل الأوضاع الحالية.

6 ـ تكنولوجيا عدم التماس

قد تحتاج الشركات أيضًا إلى الاستثمار في مجموعة جديدة من التقنيات اللاتلامسية لتقليل انتقال الأمراض. وقد يكون المبنى الجديد لشركة زهى حديد للهندسة المعمارية، المقر الرئيس لشركة بيئة لإدارة النفايات في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، نموذجا لمكاتب المستقبل. إنه مليء بما تسميه المؤسسة” المسارات غير التلامسية”، حيث نادرًا ما يحتاج الموظفون إلى لمس المبنى بأيديهم. إذ تفتح أبواب المكاتب تلقائيًا باستخدام أجهزة استشعار الحركة والتعرف على الوجه، في حين يمكن طلب المصاعد – وحتى القهوة – بواسطة الهاتف الذكي. كما يمكن استخدام التكنولوجيا لتذكير الموظفين بمسافة التباعد الاجتماعي. وقد قامت شركة كوشمان آند ويكفيلد بتثبيت أنظمة توجيهية في مكاتبها لتتبع تحركات الموظفين عبر هواتفهم المحمولة، التي ترسل لهم تنبيهات عند انتهاك قواعد الستة أقدام.

7 ـ  إعادة البناء

نظرًا لخطورة الموقف، فقد تحتاج بعض المؤسسات للاستعانة بشركات البناء، إما من أجل التعديل، أو إعادة البناء على نحو جذري. يقول كايكر: “أعتقد أننا سنرى ممرات ومداخل أوسع، والمزيد من الفواصل بين الأقسام، والمزيد من السلالم. كل شيء يتجه نحو إنشاء الحواجز بين المجموعات، ولا أعتقد أن المساحات ستتقارب إلى بعضها مجددا.”

8 ـ الهواء النقي

نظرا لأن التهوية الجيدة هي المفتاح لمنع انتشار كوفيد 19، فإن الاتجاه الرئيسي ببساطة يمكن أن يتمثل في فتح النوفذ – إذا كان فتح النوافذ ممكنا، إذ أن العديد من المكاتب الآن مغلقة، كوحدات خاضعة للرقابة. ويمكن أن يكون هذا وقت الطفرة لأنظمة التحكم في مناخ المكاتب الفخمة. ويُعتقد أن اعتماد الصين لهذه التقنية على نطاق واسع لمعالجة سوء جودة الهواء قد ساعد العاملين في المكاتب على العودة إلى مكاتبهم بسرعة أكبر.

9 ـ العمل المشترك

هل يمكن أن يتغير الأمر، بعد الفيروس، بالنسبة للشركات التي تتشارك العمل في مبنى واحد، حيث تتشارك الشركات الناشئة في المباني – وفي بعض الحالات المكاتب؟ تعتقد دارين كومبر، الرئيس التنفيذي للمهندسين المعماريين في شركة سكوت براونريج، أنه قد يكون كذلك. وقالت لصحيفة الغارديان: “لقد شهدنا طفرة هائلة في مساحات العمل المشتركة، متسائلة، بعد ذلك، هل تريد الشركات حقًا وضع فريقها بالكامل في مكان واحد، حيث يختلطون بشكل كبير مع موظفي الشركات الأخرى؟”

10 ـ الترحيب

لقد بات بمقدورنا استشراف المستقبل فيما يتعلق بالتحية والترحيب، حيث طبقت العديد من المؤسسات تغييرات في سياسة الترحيب. تمثلت هذه الإجراءات في منع المصافحة بالأيدي، ومن المرجح أن تظل كذلك لبعض الوقت في المستقبل. وفي وقت سابق من هذا العام روجت اللوحات الإعلانية في بكين لخيار مشابكة الأيدي، فيما دعت كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر المواطنين إلى تجنب التحية (المخاشم) بالأنوف، ومنعت الحكومة الفرنسية التقبيل في التحية. لذا فإن عليك أن تتوقع ظهور المزيد من أساليب الترحيب من مسافة آمنة في مكتبك قريبا.


المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي ـ (هاري كريتشرمر)

ترجمة: التكوين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق