كلمتين راس

من سعى له؟!!!

فاجأني مسؤول كبير بجملة ما زالت ترن في رأسي كلما دار حديث عن مواقع تحتاج إلى كفاءات تديرها.. ولا تجدها.

كنا نتحدث عن فلان.. وكيف وصل إلى موقع يتطلب خبرة وحنكة ورؤية كونه معني بتقديم أفكار وتصورات وخطط ومناقشة تشريعات وغيرها مما يجعل الموقع مهما في المسار التنموي.

سألني المسؤول حينها: من سعى له؟!

فاجأني، مع أن المسألة لم تكن غير مطروحة أصلا، بل لأنها جاءت من رجل متنفذ، ويعرف بواطن الأمور.

المسألة تتم “بمن يسعى لك” لا بالكفاءة والتمحيص في الأسماء، والاختيار الذي يضيف، باللقب المخملي الذي قد يسبق اسمك، أو لأن هناك من “يسعى” لأجلك.

لم يكن وحده الذي وصل إلى ذلك الموقع، فمثله آخرون، وصلوا إلى هناك أو إلى هناك.. في مواقع متعددة المهام في المسار التنموي، وبالطبع هناك فرصة سنوات وسنوات للتعلم، وما يلزمه ذلك من أخطاء تتراكم نتيجة اجتهادات، وبعد عشر سنوات أو عشرين ربما يأتي ما بعده ليصحح الأخطاء، ويبدأ مرحلة تعلم.. أداء المهمة.

يقول الله سبحانه وتعالي: “وإن ليس للإنسان إلا ما سعى”، هذا القول الرباني نناقضه بمفهومنا حيث أننا: بمن يسعى!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. طرح أكثر من رائع يا عزيزي
    ” أنت عارف أنا ابن مين” أو “أنا من طرف مين” مثل هذه الجمل تعادل في عالمنا العربي أكثر من عشرين سنة خبرة، وعدة شهادات جامعية ربما أدناها درجة الدكتوراه، هذه هي السيرة الذاتية غير المكتوبة التي يحركها من يسعى، وليس من سعى وعمل وتراكمت معه خبرات الزمان والتخصص والاحترافية ولهذا بقينا محلك سر إن لم نكن قد تخلفنا وارتددنا للوراء سنوات وسنوات ومع ذلك لا زلنا نسأل بكل جرأة : لما تخلفنا وتقدموا؟
    خالص تحياتي وتقديري الكاتب الرصين.
    د. سمير محمود
    كاتب صحفي من مصر

إغلاق