العام

الصحفي سيف المعولي: الدروس الكبيرة من كورونا .. للمؤسسات


خاص: التكوين


يقول الصحفي سيف المعولي أنه استشف من محنة كورونا عدة عبر ودروس، موضحا: أن كورونا لم يأتِ ليعلمنا – بمشيئة الله – درسًا واحدًا، بل دروسًا عديدة على مستويات عدة، منها الشخصي، والمجتمعي وكذلك المؤسسي. وأرى بأن أهم الدروس المستفادة هي تعزيز الجانب الروحي، واليقين بأن هذا الكون بما فيه ضعيفٌ أمام قدرة الله عز وجل، وأن أبسط الأشياء يُمكنها أن تتسبب في شلله، وتعطيل تلك القوة والجبروت اللذين كانت بعض الدول تتبجح بهما. أما في الجانب المادي والواقعي فعلى مستوى الفرد فإن الاهتمام بالنظافة الشخصية بغسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر أصبحت ضرورة وليست رفاهية كما كنّا نعتقد بها، كما أتاح لنا فرصة اكتشاف “نعمة” الجلوس مع العائلة بعد أن شغلتنا الأجهزة الإلكترونية، وأغوتنا ببرامجها ووسائلها للابتعاد عن مَن يعيشون معنا تحت سقف واحد. وفي المجتمع فإن أهم درس في رأيي هو ضرورة التلاحم والتعاضد من أجل مصلحتنا جميعًا؛ فالفيروس لا يفرق بين ابن فقير أو ابن وزير، وإنما الكل يكون في مرمى هدفه، لكننا جميعًا نستطيع الوقاية منه عبر الالتزام، والتقيّد بالإجراءات. وتبقى الدروس الكبيرة من كورونا موجهة للمؤسسات الحكومية منها والخاصة، كدرس العمل عن بعد والاعتماد عليه خلال الفترة المقبلة وما يصحبه من تقنيات ضرورية ينبغي تقويتها كسرعة الإنترنت مثلًا، ودرس عدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل، وإنما تنويعه؛ تحسبًا لأي طارئ، وغيرهما الكثير.

خروج في الحالات القصوى


ويشير سيف المعولي أنه طبق مبدأ “خليك في البيت: بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى لشراء بعض الاحتياجات الأسرية، وأحيانًا يتطلب العمل الذهاب إلى الميدان والمكتب لإجراء بعض المقابلات الصحفية أو تصوير بعض المقاطع المتعلقة بجهود مكافحة كورونا، وفي داخل المنزل جهزت مكتبًا لمتابعة أعمالي اليومية، وقسّمت وقت أبنائي بين اللعب الجماعي، واللعب الفردي، والتعليم عن بعد، والتجمّع للصلوات وللأكل معًا.

قرارات متدرجة

  أما فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية المتخذة..وهل تعتبرها كافية، يقول سيف المعولي: قبل الإجابة لا بد من التأكيد على جهود اللجنة العليا المكلفة بمتابعة آثار التعامل مع كورونا، وجهود كل الجهات الأخرى المنفذة. وفي رأيي الشخصي أن القرارات التي خرجت بها اللجنة منذ إنشائها مُتدرجة، ومراعية لبعض الجوانب التي قد لا يلتفت إليها الناس عندما يستعرضون بعض المطالبات، فهناك جانب اقتصادي مهم ينبغي عدم إغفاله أثناء اتخاذ القرارات لأنه يرتبط بمعيشة الناس بشكل مباشر. الأمر الآخر الملاحظ هو استجابة اللجنة لما يُطرح في وسائل التواصل الاجتماعي بدليل أن أغلب الأفكار والمقترحات المطروحة أقرتها اللجنة من اجتماع لآخر، وينبغي الآن من الجميع التقيّد التام بالجلوس في البيت؛ فاللجنة وإن لم تقر أي قرارات وأنت التزمت ببقائك في المنزل؛ هل سيأتيك الفيروس؟ أعتقد بأن الإجابة هي لا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق