مقالات

فيروس كورونا “خلانا في البيت”.. ماذا عن الدروس المستفادة والإجراءات الوقائية؟

 

كتبت: شيخة الشحية

مع انتشار فيروس كورونا وتعدد الاجراءات التي اتخذتها الدول لوقف تفشّيه بين مواطنيها من تعليق الدراسة وإغلاق المساجد وتعطيل الرحلات والحجر الصحي وتقييد حركة المواطنين وغيرها من الإجراءات التي أربكت السير العادي لحياة مئات الملايين من الناس يبرز عدداً من الأسئلة من بينها: ما هو الدرس الذي نعتقد بأننا تعلمناه من أزمة انتشار هذا الفيروس؟ وكيف طبق المواطنون عبارة “خليك في البيت”؟ وهل يعتقدون أن الإجراءات الوقائية النتخذة تعد كافية أم أننا بحاجة للمزيد منها؟ فجاءت الإجابات على النحو التالي.

تقول نورة الريسية (محلل نظم عام): “إن الخيار الأول والأخير لكل مواطن هي بلده الأم وذلك لما لاحظناه من عودة الأبناء الطلبة، فكلما اشتدت المحن فإن أثمن ما يمتلكه الانسان هو وطنه وأثمن ما يمتلكه الوطن هو المواطن”. وأضافت: “تكاتف كل فرد مع الآخر في الحساب الوطني يُثري الدولة اقتصادياً واجتماعياً وسياسيا وفي غيرها من المجالات، فالوطن أعطانا الكثير في وقت رخائه وآن الأوان أن نرد الجميل في هذا الوقت  من تُجار و رواد أعمال ومواطنين عاديين، وقد يكون أثمن درس لهذه الازمه أن اتحاد المواطن مع الوطن ينتج الرخاء. 

وعبرت الريسية قائلة:”نظرا إلى أنني أم ومسؤولة عن ثلاثة أطفال لم يتعدوا السادسة من العمر فلابد أن أسعى جاهدة لأطبق كل ما يؤمن سلامتهم من التعقيم اليومي إلى غسل أيديهم بشكل مستمر ومنعهم من مخالطة الغير وإشغالهم بأنشطة وألعاب ودروس يوميه حتى لا يشعرون بالضغط الذي يمر بنا الآن خصوصا وأن أطفالي يعانون من حساسية الصدر ولابد من اتباع كل التعليمات الصادرة من وزارة الصحة، وأن كل هذه الاجراءات الوقائية لابد منها وضرورية للجميع وأرى بأن تكون صارمة أكثر كعمل حجر التجول لساعات معينة وخاصة فما أشاهده أن بعض الجيران والأقارب لا يدركون مدى تأثير هذا الفيروس وخطورته”.

فيما قال هلال بن محمد الشحي بأنه لا مفر لنا من الله تعالى متبعا ذلك بقوله عز وجل : “إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ”، وأن جلوسنا في البيت فرصة للتقرب إلى الله وفرصة لنكون أقرب إلى الأهل والأخوة ويمكن خلق نوع من التسلية معهم بالحديث واللعب، أما عن الاجراءات فأكد الشحي أنها غير كافية وذلك لاختلافات مستوى الوعي بين الناس وقدراتهم في إدراك مسؤولياتهم، ويجب أن يكون هناك عقاب رادع من الحكومة معهم للحد من انتشار هذا الفايروس.

وعبر حسين بن علي الشحي (حارس أمن) عن رأيه بالقول: “فيروس كورونا هو درس كبير تعلمنا منه الجميع كأفراد ومجتمع ودول، أما على مستوى الفرد فالكل قادر ويستطيع فمن كان يعتبر نفسه غير قادر على ترك بعض العادات السيئة فهو اليوم ابتعد كليا عنها، ومن كان يجد بأن المنزل ملجأ للنوم فهو اليوم يلازم البيت أغلب الوقت مدركا بأن في ذلك مصلحته ومصلحة أهله، وبأن الخروج للضرورة القصوى فقط، وكم من منازل كانت شبه خاوية عادت إليها الحياة وشاهدنا الأب يجلس مع ابناءه ناصحاً ومحدثاً ويلاعب أطفاله أيضا مما كان له أثراً في زيادة الروابط الأسرية كما أن الأزمة فجرت مواهب الكثيرين بين القراءة والكتابة واستشعار الانسان لقيمة الوقت”. وأضاف حسين: “الجميع قادر على الالتزام وأن هذه الازمة أعادت إلينا ترتيب أولوياتنا بإعتدال وإتزان وأن الشعور بالمسؤولية والوعي تبدأ من الفرد نفسه، فأصبح الجميع يحاول أن يتقيد بالعادات الصحية والنظافة الشخصية بشكل أكبر بل وأننا أصبحنا لا نلتفت للشائعات ونأخذ المعلومة من مصادرها الصحيحة والموثوقة”.

وأوضح حسين الشحي أن الجائحة التي أصابت البلاد والعباد في الوطن الغالي عمان جعلتنا ننظر ونفكر في أولويات المراحل القادمة فالتنوع الاقتصادي والأمن الغذائي بات من الضروريات القصوى، ولا يمكن الاعتماد على سوق واحد أو مصدر واحد بل نحن بحاجة إلى إيجاد بدائل وحلول منوعة وسريعة تجنبنا المشاكل التي قد نقع بها مستقبلا”.

ويشير محمد بن سيف العبري إلى دروس إيجابية كثيرة تعلمناها على المستوى المحلي أو العالمي  خلال هذه الجائحة العالمية وذكر بعضاً منها قائلا: “تجلي قدرة الله في خلقه، وانكشاف مدى ضعف الإنسان أمام فيروس لا يرى بالعين المجردة، ولولا رحمة الله بأمة محمد لأهلكنا كما أهلك القرون الأولى، ووجود وقت لرب الأسرة للجلوس مع عائلته كما لم يجده من قبل مما خلق تقارب أسري كبير في البيت الواحد، كما ساهم في توقف الحروب والمهاترات السياسية إلى حد ما والتي كانت قائمة على أسس باطة، فانشغلت الدول وصبت جهودها لتتجاوز هذه الجائحة، وإعطاء البعض حقه من المهن وبعض الفاعلين في المجتمع كالعلماء والأطباء والمعلمين ووضع فئات كانت تعطى حجمًا أكبر من حجمها”.

وأضاف: “كان من الدروس التي تعلمناها هو تساوي الغني والفقير في الخوف والهلع من المرض والدول الكبرى والصغرى أيضا، وقلة الزحام في الشوارع كانت من الإيجابيات أيضا بسبب انخفاض بعض الظواهر كالتلوث والحوادث المرورية، وزاد اعتماد الفرد على نفسه أكثر في تقضية أموره الأمر الذي أدى إلى توفير مصاريف كانت تصرف في أمور يمكن الاستغناء عنها سابقا، وزادت نسب استخدام التقنية وخدمات الانترنت، وتعزيز دور العمل والتعلم عن بعد، واستغلال الوقت في أشياء مفيده حيث أن غالبية الناس مجبره على استغلال وقت الفراغ الطويل”. وعن الاجراءات الوقائية قال: “أنا أؤمن إيمانا قويا بحكمة حكومتنا وأن الإجراءات التي قامت بها اللجنة المكلفة بمتابعة تطورات هذه الجائحة كانت في محلها وسارت بتدرج مدروس واستطعنا من خلال قراراتها أن نجنب بلدنا الكثير مما قد لا يحمد عقباه، ولنا في  كثير من البلدان التي لم تتفاعل مع الأزمة بالشكل المطلوب ونسأل الله أن يجنبنا وبلادنا وسائر بلدان العالم النكبات والأمراض إنه القادر على ذلك”.

وقال الشاعر سيف بن علي الرحبي أن أعظم درس هو بأنه لا ملجا ولا منجا من الله إلا اليه، حامداً الله الحمد لله على قرار “خليك في البيت” والذي يجد فيها درس آخر عندما يطبقها الانسان ففيها الراحة والأمان بين أفراد الأسرة مستغلين بذلك أجمل الأوقات في كل ما هو مفيد. أما عن الاجراءات الوقائية المتخذة فيرى بأنها كافية ما إن طبقت على أكمل وجه والتزمَ بتنفيذها أيما التزام.

وفيما يعتبر عبدالله الحجري (موظف متقاعد) أن الجلوس في البيت فرصة للتامل وممارسة لليوجا التي يحبها فان صالح الزدجالي يمضيها في الجلوس مع الأسرة والدعاء إلى الله أن تنفرج هذه الغمة، مشيرا إلى أن الإجراءات المتخذة كافية إلى حد ما.

وقالت يسرى بنت عبدالله البلوشي (موظفة مبيعات) أن الأزمة زادت من ترابط المجتمع والأهالي وتوعيتهم وقربتهم من بعض أكثر، وأن الأزمة درساً للجميع ليكونوا أقرب من الله بالصلاة والدعاء، وتجد أن الاجراءات المتخذة كافية مقارنة بالدول الأخرى تعتبر فعدد الحالات أقل تسجيلاً في السلطنة وهذا دليل الوعي والعمل على ما تنص به اللجنة من قرارات.

فيما قال علي السعدي (ناشط اجتماعي) أن الدروس كثيرة منها: قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، وعدم مخالطة التجمعات بكثرة، وضرورة النظافة والوقاية بشكلٍ دائم، وأننا يمكن أن نستفيد من الجلوس فالبيت بقراءة الكتب والتعود على أعمال كنا نعتقد بأنها صعبة لو قمنا بها شخصياً وكذلك قضاء البعض من الوقت في الاستمتاع ومشاهدة البرامج والأفلام. وعن الإجراءات الوقائية قال بأنه لابد من الالتزام بها وهي كافية إلى حد ما.

وقالت بشرى بنت عبدالله البلوشية أن الله لم يبتلينا ليعذبنا ولكن ليجعلنا نصحو ونهذب من أنفسنا وأن نغير في أنفسنا الكثير، وأن الالتزام بعدم الخروج وغسل اليدين ووضع المعقم هي العادات التي تلازمها اليوم هي وأسرتها وتجد أننا بحاجة إلى إجراءات أكثر وقائية وصارمة  كحضر التجول.

أما شادية بنت حمد المعمرية (منسقة إدارية) فقالت: “النظافة المستمره والأكل الصحي هما أساس الصحة  بحيث لا تستطيع الفيروسات أياً كان نوعها مهاجمة الجسم لأن مناعته عالية وقوية، وأنه من الضروري تقوية وتغذية الجسم روحياً مع الله فجسم الانسان أيضاً يمتلك جهاز مناعة روحي يجعله في مراقبة مستمره مع ذاته وضميره متيقناً بوجود الله والخوف منه والتوكل عليه في كل شيء. وأضافت: ” كأسرة واحدة اتخذنا جميعاً نظاما واحدا في الاهتمام بالنظافة الشخصيه بشكل أكبر والالتزام بغسل اليدين والتعقيم المستمر، وأن الاجراءات الوقائية أراها كافية لأن اللجنة والحكومة بشكل عام اتخذت ما يلزم وعلى المواطنين باقي الجهد والعمل بها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بنسبه لي وقت فراغ فرصه ذهبيه لتحقيق كل عمل مؤجل بحجه الانشغال فأذا سوف نأخذها بنظره الإيجابية بعيدا عن التذمر واليأس فانا تعلمت اشياء جديده ساعدتني على تطوير الذات من أهمها قراءت الكتب المفيده بكل أريحيه والاستفادة من محتواها وأيضا تكثيف مشاهده الأفلام التعليمية بهدف تطوير اللغة والمرونة في المحادثه وأيضا ممارسه الرياضه بشكل مكثف سابق بحجه الدراسه وانتهى المحاضرات متأخره بوقت متاخر اما الان لا عذر الحمدلله على استغلالنا المرض في مفيدة بعيدا اليأس ونسأل الله السلام للعالمين .

إغلاق