العام

الصحة النفسية خط الدفاع الأساسي لمجابهة فيروس كورونا كوفيد 19

ان الصحة النفسية هي خط دفاع أساسي والتي يؤدي تدهورها إلى انخفاض مناعة الانسان، وقد تجتاح المرء بعض الهواجس والتي قد لا يعبر عنها إلا بالصمت، صمت ممتزج بالضجيج الداخلي ان لم يفصح عنه، فإنه قد يتسبب بانهيار كامل لكل مناعة جسده، حيث باتت تلبية الاحتياجات النفسية لأفراد المجتمع أثناء الكوارث الوبائية والأزمات المختلفة من أهم الحاجات الأساسية في مجال المساعدة الإنسانية لتخطي هذه الأزمات، والبشر هم أكثر عرضة للاضطرابات النفسية والاضرار الجسدية وكذلك التنافر الاجتماعي، واليوم جاء فيروس كورونا كوفيد 19 ليغطي معظم بقاع الأرض لينتشر بكل قوة وجبروت، ولذا لابد من التركيز على الصحة النفسية وتعزيز الصلابة النفسية لدى الافراد والمجتمعات في تقبل الواقع والتعايش معه.
من هذا المنطلق قال الدكتور بدر بن علي الحبسي مدير عام مستشفى المسرة تسعى جهود المستشفى اسوة بباقي قطاع الصحة بالسلطنة على تثبيط الحالة النفسية التي تراود الافراد والمجتمعات خلال هذه الفترة، حيث قام المستشفى مؤخراً بالإعلان عن مبادرة الدعم النفسي المقدم للمجتمع خلال فترة جائحة كورونا، وتتكون هذه المبادرة من التوعية المجتمعية وخط الدعم النفسي، والتوعية المجتمعية وتكون عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي في حسابات المستشفى، كذلك الرد على أي من الاستفسارات ووضع العديد من النصائح والارشادات للتعامل من جهة نفسية مع ظروف الجائحة مع وجود العديد من الفيديوهات التوعوية والمقالات في مختلف المجلات الالكترونية.
اما خط الدعم النفسي هو خط يستقبل المكالمات ويجيب على جميع التساؤلات المتعلقة بالضغوطات النفسية وتقديم المساعدة المختصة مع الحفاظ على سرية المعلومات.
وأشارت الدكتورة منى بنت سعيد الشكيلية استشاري طب نفسي أطفال ومراهقين إن جائحة كوفيد19 شيء جديد على العالم وسرعة انتشاره اربك العالم اجمع ومن منطلق ان العزل الاجتماعي او التباعد الجسدي (وهو احدى اهم الإجراءات الاحترازية كي لا ينتقل المرض )أي ان التواصل المعتاد ومسار الحياة الطبيعية قد تغير فان هذا بحد ذاته قد يولد ضغط نفسي على الأشخاص، وذلك لان الانسان بطبيعته هو انسان اجتماعي يحب التواصل مع الاخر وهذا التواصل قد يكون تواصل جسدي (كالمصافحة واحتضان الأطفال وغيره ) ولان التواصل هو احد احتياج بشري يشبه حاجتنا للأكل والشرب والنوم لذا قد تحدث بعض التأثيرات وقد تظهر على شكل مشاعر مختلطة من خوف (قد يكون من الإصابة بالمرض او احد المقربين ).
وأضافت: كذلك الخوف من المجهول وعدم الشعور بالأمان قد يكون له بالغ الأثر على نفسيات الأشخاص وقد يحدث شعور بالوحدة او شعور بالعجز (وكان الشخص عاجز عن تغيير شي مما يحدث حوله )، ولكن وجب علينا ان ندرك ان اتباعنا للعزلة الاجتماعية في هذه الفترة المؤقتة هي ضرورة كي نحمي فيها انفسنا ومن حولنا ويشبه ذلك ضرورة الصيام على سبيل المثال قبل اجراء العملية (على الرغم من الشعور بعدم الارتياح الا اننا نقوم بها وذلك حفاظا على صحتنا ).
وأكدت الشكيلية أن كثرة الشائعات المنتشرة بجميع وسائل التواصل الاجتماعي غالبا ما تنشر بطريقة مقنعة أي قد يضفى عليها بعض الملامح العلمية البحتة او بعض الاحصائيات او بعض المشاهد ومنها تصل للمتلقي بصورة يتقبلها ويقتنع بانها الواقع او هي حقيقة علمية لذا وجب  تكثيف التوعية عن كيفية انتشار العدوى و الإجراءات الوقائية الاحترازية كغسل اليدين باستمرار، تجنب لمس الوجه والمصافحة و التباعد الجسدي ومن واجب الفرد والحرص على متابعة المستجدات عن فاشية مرض كوفيد-١٩ من مصادر موثوقة كوزارة الصحة او الموقع الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية لتفادي تلقي ونشر الشائعات.
من جانبه قال فيصل الحنشي ممرض قانوني أول بمستشفى المسرة دائماً ما تصاحب الأوبئة المعدية اضطرابات نفسية قد تتطور لدى البعض إلى إضطرابات صحية، تبدأ بمشاعر مختلطة مثل الخوف والقلق والتقلبات المزاجية او قد يحدث اضطرابات في النوم وغيرها عادة ما تكون هذه الاعراض موجودة في فترة الجائحة ودون ان تؤثر على أداء الفرد الاجتماعي والوظيفي ولكن اذا تطورت هذه الأعراض وأصبحت تعيق الفرد من الاستمتاع بيومه او القيام بمهامه هنا قد يحتاج إلى تدخل علاجي وامثلة على هذه الاضطرابات الاكتئاب الحاد او اضطراب القلق او الوسواس القهري .
فيما أوضحت دعاء اللواتيا اخصائية اجتماعية إن الاعتماد على المعارف الشخصية امر جيد في حالة أخذها من مصادر موثوقة، ولكن لا يُستغنى عن الرأي الطبي في هذه الأمور، كما إن رهن طرق التكيف بالمزاج قد يؤدي إلى التغيير و بالتالي إلى استخدام طرق تكيف غير مناسبة و تأتي بنتائج عكسية، خصوصا مع كون العزل المنزلي أمر جديد لم يُختبر من قبل.
وأضافت: من الجيد أن تحدد الأسرة الواحدة مجموعة من الأنشطة التي تقلل من الآثار النفسية للعزل بحيث تعكس نتائج ايجابية تتمثل في الترابط بين أفراد الأسرة و ممارسة أنشطة مشتركة، كذلك يمكن أن يحدد وقت لأنشطة الأطفال حسب الفئة العمرية، أو ممارسة الرياضة بشكل جماعي، أو قراءة كتاب و مناقشته، أو قراءة القران أو مختلف العبادات بشكل جماعي، أو ممارسة الطبخ أو الاهتمام بالمنزل مع توزيع الأدوار.
وقالت: نورة محمد الطائية اخصائي علاج نفسي هنالك طرق مختلفة بإمكان الشخص اتباعها لحماية او التخفيف من الاثار النفسية التي قد تحدث مثل التحدث مع أشخاص تثق بهم لكي تخفف من مشاعر القلق و الخوف
واتباع اسلوب حياة صحي كتناول وجبات صحية وممارسة الرياضة و الأنشطة و الحصول على قسط كافي من النوم و التواصل مع أحبائك و أصدقائك عن طريق التواصل الاجتماعي، كما ان الامتناع عن التدخين هو من اكثر النصائح من الأطباء في فترة جائحة كورونا مع محاولة التقليل من الوقت الذي تقضيه في متابعة الأخبار لكي تتغلب على الشعور بالقلق وجمع المعلومات من مصادر موثوقة لتشعر بالاطمئنان، كذلك المحافظة على ممارسة الهوايات او استكشاف أنشطة جديدة لتساعد على التغلب على هذا القلق.
من جانبها أوضحت مليحة الصقرية ممرض صحة نفسية عن كيفية التعامل مع المرضى المرقدين في المستشفى حالياً ، حيث يتم تقسيم المرضى المرقدين الى مجموعتين، المجموعة الأولى هم المرضى المرقدين لفترة طويلة حتى قبل بداية الجانح، وهذه المجموعة يتم التعامل معها بأخذ جميع الاحترازات الوقائية الاعتيادية للمرضى ومقدم الرعاية كغسل اليدين قبل وبعد التعامل مع أي مريض للتأكد من عدم نقل العدوى من مريض لآخر او من مريض لمقدم الرعاية او العكس. فيما المجموعة الثانية قالت الصقرية: انه يتم التقصي عن المعلومات المهمة بتاريخ المريض مثل إن كان المريض عائدا من السفر، وإن خالط أحد المصابين بمرض كوفيد-١٩ وفحص المريض إن كان يعاني من أي أعراض المرض، وان كان كل ما ذكر سابقا سلبيا فإن المريض يتم تنويمه في القسم المختص بحالته النفسية، وان كان اي من مما ذكر سابقا إيجابيا يتم معاملة المريض وفق الإجراءات والاحترازات اللازم اتباعها مع مرضى كوفيد-١٩، حيث تم تخصيص قسمين من اقسام التنويم بالمستشفى لتنويم مرضى كوفيد-١٩.
وأكدت: انه في ظل هذه الظروف الصحية الحالية فإن على مقدم الرعاية التأكد بأن المرضى على دراية بكل الارشادات والالتزامات الواجب اتباعها لحماية أنفسهم من مرض كوفيد-١٩ والتأكد من اتباعهم لها.

وتطرقت مريم حبيب الوهيبية اخصائية اجتماعية في حديثها إن العيادات الخارجية تم تعليقها مؤقتا وذلك تماشيا لقرارات اللجنة العليا باستثناء الحالات الطارئة، أما الأشخاص الذين لديهم أدوية وبحاجة لصرفها عليهم الحضور في أوقات مواعيدهم الاعتيادية لاستلام الأدوية فقط ، في حين ان المريض الذي لديه أدوية بشكل شهري يأتي للصيدلية لاستلام أدويته.
وعن كيفية صرف الأدوية الروتينية للمراجعين قالت الوهيبية: نرحب بزيارة المراجعين لاستلام الأودية، والطاقم على استعداد لتجهيزها قبا وصولهم في حال الاتصال تجنباً لقضاء وقتاً أطول داخل المستشفى، مع موافاتهم بالمستجدات بهذا الشأن فور صدورها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق