عبر أكثر من ثلاثين عاما كان حضور “خالد الزدجالي” عابرا للقلوب، إن أطل بابتسامته الدائمة عبر الشاشة الصغيرة، أو جاء صوته عبر الأثير الإذاعي، يبقى مقتربا من نبض المواطن، مذيع “المنوعات” الذي لم تقزمه “التسمية” بل رأيناه كبيرا بها، تسبقه إلينا ابتسامة الإنسان، أخلاقه وتواضعه، فلم تزده الشهرة إلا نبلا، وذيوع الصيت إلا نقاء.
ترك خالد الزدجالي إرثا جميلا، في أجندة التلفزيون والإذاعة، عبر بدايات سنوات التأسيس في عمر النهضة العمانية المعاصرة، وصولًا إلى بلوغها الخمسين من العمر، كان صوتا جميلا بقي يناضل، تزيده الأيام إصرارا على تقديم رسالته الإعلامية التي آمن بها، لم يُعدّها وظيفة، بل قدرا جميلا، وعليه أن يسلك الدرب ما بقي النبض في قلبه.
وحين خرج من البوابة الواسعة للمكان الذي عاش فيه أجمل سنوات العمر، والعمل، “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”، لم يتجه صوب البوابات الضيقة، يصفقها لينزوي بعيدا، بل فتح نافذة يومه مع شروق الشمس على ميلاد يوم جديد ليطل بابتسامته ليقول إن “الصباح رباح”، وإن جدول الحياة مزدحم ليقرأ علينا زوايا من تلك الأجندة، ليبقى المذيع الشامل، مجتهدا ومثابرا، كأنه يستفتح بدايات عمره للتو، لكن الإعلامي، وفي كل موقع، يولد من جديد، كأني بالإعلامي وحده الذي لا يترجل عن مهنته، بل تزيده السنوات حضورا، والتجارب قوة، بالكلمة المكتوبة أو المسموعة.
عبر أثير “مسقط.. أف أم” يأتي صوت خالد الزدجالي مألوفا بعمق السنوات الطوال التي عرفناه خلالها، شغوفا باللحظات حين يجلس خلف “لاقط الصوت” بهيًّا، وربما لاحقا عبر قناة هذه الإذاعة على “اليوتيوب” سيطل أنيقا كما عهدناه، بخبرة السنين، فهو الآتي من “كلام من التراث” مطلا علينا عبر “دائرة الضوء” في مساءات مسقط الحالمة بعطر احتفالاتها ومهرجاناتها، وفي “رمساتها” خاصة الرمضانية، وفيما لا يحصى من إطلالات.
ويبقى خالد رجلا يشعرك بمحبته، قادم من “زمن الطيبين”، ليواصل إطلالته، ونواصل الاستماع إليه..
شكراً للأستاذ محمدالرحبي للمقال الجميل بحق الإعلامي الكبير خالد الزدجالي. تحياتي وتقديري