أخبار اللبان

يحدث فقط في دار لبان

—————————-
حمود بن سالم السيابي
———————————

في “دار لبان” فقط أن تجد من يتصل بك ليحيي سبخة أرضك بإعادة “الرضم” وتحديد “الجِلَبْ” ومد السواقي والبدء بفسل “الصَّرْمْ” ومقاسمتك مما يملك من “آثار” ماء.
في دار لبان فقط أن تنتقل من مالكٍ لعوابٍ تخثَّرتْ أسماؤها في الصكوك وخرجت من دوران “الآد” وجفل فيها الطير وعافها الجراد إلى “هنقري” فتتحدث البلدة عن مقاصيرك “الزامطة” و”خرايف” نخيلك التي تدخل بورصة “الطناء” و”يتزابنها” العارفون بطعم الشهد في رطبها الذي يستسقي برودة “شُرْب ربع آخر الليل”.
في دار لبان فقط أن تجد من يوقظ حلمك المهيض ليعاود الرفيف ، وقلمك المتماوت ليستأنف الصرير.
وتجد من يقترح عليك تجميع مدادك المبعثر ووريقاتك الباهتة بين دفتين من الكرتون المقوّى.


وفي لبان فقط أن تجد من يلهمك بالفكرة ويعينك على أن تربيها في ليلك الذي يصطلح على تسميته بمطية الكاتب. وإذا ما استعصى الأمر عليك أعانك على الكتابة وتولى التصحيح والتنسيق والتبويب لترى اسمك على الغلاف وشجر حلمك قد عرَّشَ واستطال وشمخ.
ومن محاولة كان لك فيها ربع الاسهام فقط ، إلى محاولة تتحاصص نصفها ، وانتهاء بمحاولة تعتمد فيها على نفسك.
تلك هي دار لبان للنشر بهمة صاحبها الكاتب الكبير الأستاذ محمد بن سيف الرحبي الذي تحدى نفسه وأصر على أن لا يكبر وحده.


وفي احتفال الدار السنوي الذي تقدم شهراً عن موعده المجدول لمبرر افتتاح المكتب الجديد تناوب الحضور على منصة الإقرار بأن الأديب الكبير الأستاذ محمد بن سيف الرحبي كان الشريك في الغرس والري ولكنه قبل أن يعجب الزراع تنازل عن حقه من عوائد “المناداة” ل”قفران” الرطب و”فِيَفَة” سح الشتاء.


وقد شرفتُ بالمشاركة في افتتاح المكتب الجديد لدار لبان فكان أبو هشام بطل المناسبة ونورها وعبيرها.
وشرفتُ بلقاء لمَّة من الأحباب كان فيهم الوزير بأياديه البيضاء وممثل وزارة الثقافة الداعمة للقوة الناعمة ، والسفير والأكاديمي والإذاعي الكبير والممثل القدير والمصور الشهير والناقد الرياضي وقد تنادوا جميعهم لإحياء مناسبة مستحقة يجددون فيها العرفان لصاحب الدار ولنجاحاته اللافتة التي تقترب من ٤٠٠ إصدار في زمن قياسي يصعب على أعرق وأكبر وأغنى دور النشر أن تبلغه.


وقد انفض السامر ببشارات عن إصدارات جديدة تمثل الامتداد لبصمات سيد الدار الذي أحال سبخة الأرض إلى جنائن معلقة ، وشخابيطنا إلى كتيبات مرصعة بأسمائنا لنتهاداها مع الأحبة بأمنيات أن تكبر الشخابيط داخل رحم شرف المحاولة.
وقد سبق وتمثلت وما زلت أتمثل “الحي يحييك والميت يزيدك غم”.


————————-
مسقط في ٩ سبتمبر ٢٠٢٥م.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق