اختارت المؤلفة شيخة بنت سهيل الصوافي عنوان “بعثرة وريد” ليكون عنوان أول إصداراتها في عالم الكتابة، متخذة دربها لحوار روحي بينها والكلمات، فتدعو ربها “ليحضنني أمانك يا الله كي تذوب مخاوفي، ويطمئن قلبي، فإني أسألك الأمان والسكينة، فأنت رب كليهما”، معتبرة أن تجربتها الكتابية الأولى خطاب وجداني للقاريء، فتخاطبه: “لن أفصح عن البعثرة المخبّأة وسط صفحات الكتاب الذي بين يديك، ولكن ليعلم قلبك بأنّ هذه البعثرة قد حقنتها لك من وريدي بالتحديد، رغبة في أن يهدأ نبض قلبي قليلا، وأبقى على قيد الحياة”.
يتضمن الكتاب، الصادر عن دار لبان للنشر، مجموعة من المقالات، والتي هي أقرب لنصوص وجدانية، ترى كاتبتها بأنها إرواء لروحها كتبتاها أناملها بقلب راض، وتضيف في المقدمة: “كم استشعر نسمات اللذة والراحة العميقة التي تستوطن أضلعي عندما أكون بقرب الله سبحانه وتعالى وعندما يحيط بي نوره، أنا لست وحدى. الله لفرحي. الله لحزني. الله لحلمي، لطيبتي. الله لكل شعور ينتابني”، مشيرة في تساؤلات عدة أن الله “ما أغلق بابا في وجهي إلا وفتح لي من بعده أبوابها لا تعد ولا تحصى” متسائلة: “أتظن يا قارىء بعثرتي أن الله يعجزه جبر خاطر الطفولي البريء؟!. أيصعب عليه تغيير أقداري؟!”.
وتستحضر الكاتبة شيخة الصوافية بيتين للشاعر العربي المعروف إيليا أبو ماضي حينما تكتب إهداءاتها لمجموعة كبيرة من الذين تراهم أثروا حياتها، وإلى “من سبح في عالم الخيال ذات يوم. إلى كل نفس لم ترو بكأس التفاؤل بعد. إلى كل عين سوف تقرأ وتدمع حبا”.
بين دفتي الكتاب نقرأ: “وجدت نفسي أكتب بقايا مشاعر تبعثرني في كل فجر، وكالعادة في مثل هذا الوقت، أنعزل في مخبئي السري، لأناجي سماء ذاتي، فأنظر إليها محاولة طرد الثقل الذي أرهق وأتعب شرايين رئتي بتنهيدات متتالية يرافقها دمع فيّاض، أحاول جاهدة بكل طاقتي إخراج ذلك الثقل القاسي من رئتي”.