صدر عن دار لبان للنشر كتاب “الصراط الأنور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” للعلامة القاضي الشيخ سالم بن سيف بن حمد الأغبري، بمراجعة فضيلة الشيخ حمود بن حميد الصوافي وتحقيق د. سيف بن يوسف الأغبري.
والكتاب نظم فقهي تطرق فيه العلامة الأغبري إلى بعض أحكام حريم الأموال والسواقي وحفر الأفلاج وأحكام الطرق والأودية والمساجد، مع ذكر بعض أحكام الحقوق كحق المسلم والجار والرحم والوالدين وغير ذلك.
ويشير المحقق في كلمته إلى أن أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتعدد، فمنها يكون بالقول كالنصح والموعظة الحسنة، والحث على فعل المعروف واجتناب المنكر، ومنها ما يكون بالعمل، كالقدوة الحسنة والمبادرة إلى أفعال الخير ومكارم الأخلاق، مشيرا إلى أن أهمية اختيار مخطوط هذا الكتاب للقيام بتحقيقها كونها تأتي في إطار سعي أهل العلم في حث إخوانهم المسملين من عامتهم وخاصتهم على إتيان المعروف بشتى صوره وأشكاله، واجتناب المنكر بشتى صنوفه وأسبابه، وذلك من خلال كتاباتهم التي تعدد في صور جوامع ومدونات ومصنفات كتب وغيرها، سواء ما كان منها منثورا أو منظوما.
وأضاف المحقق إلى أن أهمية هذه المخطوطة أيضا تأتي في أنها تتطرق للعديد من الجوانب التي تهم المسلمين في حياتهم اليومية، الاجتماعية المتمثلة في معاملاتهم وعلاقاتهم وتواصلهم فيما بينهم، وما يجب عليهم وما لهم من حقوق، والزراعية المتمثلة في الأموال والأفلاج وغيرها، وكذلك التجارية كالبيع والشراء والاستئجار، إضافة إلى الجوانب المتعلقة بالسياسة الشرعية من علاقة الإمام بالرعية، وما لكل منهما من حقوق، وما عليهما من التزامات وواجبات تجاه اللآخر.
يذكر أن المؤلف العلامة الشيخ سالم بن سيف الأغبري ولد في شهر محرم من عام 1331 هـ (20 ديسمبر 1912م) ببلدة سيماء (ولاية إزكي) ونشأ نشأة علمية في كنف والده حتى ارتحل إلى نزوى بدعوة من الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، فنهل من مدرسته نحو شهرين، ونذر حياته للعلم بما بوأه منصب القضاء فيما بعد، وله عدة مؤلفات من بينها النظم المحبوب في غاية المطلوب، وأشعة الأنوار في نظم الآثار، واللآليء في وظيفتي القاضي والوالي، والعقد الثمين في نظم التلقين، والمنظومة النحوية العمانية في قواعد اللغة العربية، وغيرها من الكتب، وتوفي في 23 من شعبان عام 1399 هـ (18 يوليو 1979م).