ساحة شبابنا
جنون
وداد الإسطنبولي
قلمي، وأسطري، وكل خواطري، أسامرها..
وأسافر في بحرها، ولا أعلم أتدرك كلماتي خواطرها; أم إنها تنقش ما يكن في مخيلتي! ..
أعجز أحيانا عما يدور في هاجسي وأكتب ما أذكره من ذكريات، كلماتي تعاني ما أعاني من شعور، وتفسر ما تشاهده في صبر يتغلغل في الحشا مقهور..
وكل ما كنت أنثره وأعبره وأترجمه بكل الحواس ليس فيه مصلحة أقتضيها ولكن هي أحاسيس بنيت بمصداقية جميلة، وزخرفت كمزهرية أحافظ عليها من الكسر..
كنت أتبع نفسي، ونفسي تتبعني..
كنت أعلم أني أبني قصرا من الرمال..
وأهرول وراء سراب كلما اقتربت منه زال..
كنت أعلم أني أطيع الجنون الذي بداخلي.. وأطاوع الرغبات، وأقاوم حقيقتي وأميل اليها ملاطفة، لتتركني أبحر في بحر من الظلمات. . لأرتفع مع أمواجه محلقة كطيور في السماء، تنزلق أناملها مني وتتركني، وهي تعلم إني أشاطر الخيال.. وأنا أعلم إن حقيقتي صعب تخدعني.
لكني أحببت. وفتحت له كل الطرقات.