فلنفترض.. أني فجأة قررت أن أفتح لك أبواب أسراري وأسرد لك كل مشاعري تجاهك وأحرص على عدم إهمال أي تافه من تفاصيل جنوني فلنفترض أني -بكامل إرادتي- خلعتُ عباءة الصمتِ وحطمتُ حواجز الخجلِ والعارِ والتُّرَّهاتِ الاجتماعيةَ فلنفترض أني جلست أمامك بكل تلقائية ونظرتُ في عينيكَ، ونظرتَ في عينيَّ واعترفت لك أني مذ عرفتك، وأنا بك هائمة وأن قلبي لم يعد ملكي! فلنفترض أني جمعت كل رسائلي المخبَّأةِ في أدراجي، وتحت وسائدي ومذكراتي المنقوشة بعَبَرَاتِ أشواقي ووضعتُها بين يديكَ وأني جلستُ أنتظرك تُنهي قراءتها (وأنا أقرأ اللهفة في عينيك) فلنفترض أني لم أضعِ اعتبارًا لماضٍ أو لمستقبلٍ ولم أركِّزْ إلا على لحظتي معك وانتشلت نفسي من بوتقة الوعي لحظاتٍ ومنحتُ لا وعيي مطلقَ الحرية كي يجيبك عن كل ما يَهْطِلُ على روحك من أسئلة فلنفترض أن مشاعرَكَ انزلقَتْ منكَ هي الأخرى وانسكبَتْ من شفاهِكَ الكلماتُ الواحدة تلو الأخرى وملأتَ كأس شغفي برحيق وَلَهِكَ ووجَّهت بوصلة نبضاتِكَ نحوي وأخبرتني بكل ما لم تَنْوِ أن تبوحَ به! فلنفترض أن كل حلمي هذا تحوَّلَ في غمضةِ عينٍ إلى حقيقة تُرى هل سنستطيعُ بعد اليقظةِ ألا نفترق؟!