سعادة الشيخ سالم بن ناصر المسكري، الأمين العام الأسبق لمجلس التعليم العالي في السلطنة، والحاصل مؤخرا على وسام الشمس المشرقة من إمبراطور اليابان، معلقا على الرواية (يوم سلطانة):
” يوم سلطانه ” هي رواية عمانية من تأليف الكاتب / معاذ الرّقادي تسنّى لي الحظُّ قراءتها. رواية راقية بامتياز حملت بين دفّتيْها معلومات مذهلة عن العلاقات العمانية الأمريكية في العصر الذّهبي للسُّلطان سعيد بن سلطان البو سعيدي (١٨٠٦ إلى ١٨٥٦م) الذي أرسل بعثة ديبلوماسية وتجاريّه على متن السفينة ” سلطانه ” برئاسة السفير أحمد بن نعمان الكعبي؛ حيث وصلت البعثة المظفرة إلى نيويورك في ٣٠ أبريل ١٨٤٠م.
بذل الكاتب جهداً متميّزا في بيان أحداث روايته وتسلسلها بأسلوب شيّقٍ لم يترك واردةً أو شاردةً إلاّ وأحكم رباطها، وأبان دورها في البناء الكلّي للرواية.. الحقيقة: لقد ذهلت من استخدام الكاتب لمفردات سهلة وبسيطة الأمر الذي يشير إلى تمكّنه من لغة الضّاد باحترافية لا تقبل الجدل حيث تمّ توظيف المبنى للافتتان بعموم أو دقيق المعنى، لتسهيل نقل القارئ والتّحليق به في فضاءات المدن الشهيرة في روسيا والولايات المتحدة..
لقد جاءت هذه الرواية بمشاهد ومواقف تسودها مفاهيم كانت من المسلّمات بها في العقود الأولى من القرن التاسع عشر، والتي قد تستهجنها وتزدريها الأجيال المعاصرة. وقد شرحها الكاتب على لسان المشاركين في فعاليات القصّة وتحليل تصرّفاتهم السلوكية، ولكنّه عاد وباقتدارٍ واضح ليُضفي حُلّةً قشيبة ً من مُعطيات عصرنا الرّاهن التّقنيّة على سير الأحداث وانسيابها..
وكنتيجة الرواية تمثّل مادّةً دسْمةً وحيويّةً للإعلام العُماني المرئي بشقّيْه: السّينمائي أو التلفزي إذا أُريد به العبور إلى العالميّة الرّصينة، كما أحدثت البعثة المباركة للسفينة سلطانة ووصولها إلى مدينة نيو يورك قبل ١٨٠ سنه خَلتْ، وما زالت آثارها ماثلةً لنا وللكثيرين في الولايات المتحدة الأمريكيّة.