العام

“مفروش” السوداني .. كتب مستعملة في بلاد أنهكتها الحرب

يستميت أشهر معرض للكتب المستعملة بالخرطوم، لمواجهة الصعاب لاستمراره، وجذب القُراء والمُهتمين، بغية دوران عجلة الفكر والثقافة من جديد، في بلاد أنهكتها الحرب والفقر والتشرد والأمية. وحرص منظمو الفعالية، داخل المتحف القومي بقلب العاصمة السودانية، على إعداد معرض تشكيلي جماعي، وعروض مسرحية، وموسيقية، بالإضافة إلى معارض للأعمال اليدوية، في مجالي الزخرفة واللوحات الفنية الزيتية.

يقول يس حسن علي، عضو “جماعة عمل الثقافية”، منظمة المعرض، إن تنظيم معرض الكتاب المستعمل صاحبته مجموعة من الأنشطة، كالموسيقى والشعر، وغيرها من ضروب الفنون والثقافة. وأوضح، في حديث للأناضول، أن هدف معرض “مفروش” توفير القليل من أوجه الثقافة، خاصة توفير الكتب النادرة التي اندثرت، وتسهيل القراءة والاطلاع للجمهور السوداني. ونوَّه بأن الفعالية تقام كل شهر، باستصحاب أنشطة مختلفة كالمحاضرات والندوات، وتخصيص ورش متخصصة عن تاريخ السودان القديم، وتصميم ورش فنية، وتقديم مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية بقدر المستطاع. وأضاف، “المشروع غير ربحي، ويقوم على دعم جماعة العمل والأصدقاء، وتواجهنا عقبات كثيرة لكنها تجد طريقها إلى الحل”.

وجاءت خطوة عرض الكتب المستعملة بالمتحف القومي، مواصلة لنشاط قديم يطلق عليه في معرض “مفروش”، أي لكتب مفروشة على الأرض، ويقام أول ثلاثاء من كل شهر‎ في ساحة (أتنيه) بوسط الخرطوم.

من جهتها، قالت الناشطة الثقافية، ميسون مطر، إنهم سعداء بعودة معرض “مفروش” للكتب المستعملة بهذا الشكل. وأوضحت، أن المعرض أصبح مهرجانًا ثقافيًا، وأنهم حريصون على الحضور والمشاركة منذ العام 2013. وأضافت، “مفروش عاد بصورة كبيرة حاليا في أحضان المتحف القومي، وظهرت فيه الكثير من الكتب النادرة التي لا يمكن الحصول عليها بسهولة، والآن أصبحنا نتبادلها”.
وتابعت، “نتمنى امتداد معرض مفروش للولايات الأخرى، وتوسيع الحراك الثقافي في المرحلة الحالية”. ومضت قائلة، “من المهم عودة الوعي وسط الشباب، والآن الشباب يمتلكون المعرفة والوعي، وأصبح الناس واعون بحقوقهم وواجباتهم”.

ودرجت مجموعة ثقافية على تنظيم معرض دوري لبيع وتبادل الكتب المستعملة، في الساحات المفتوحة، وعلى الهواء الطلق، بأسعار مغرية كعمل تطوعي لتشجيع الناس على القراءة، وتبادل الكتب النادرة.

من جهته قال وقاص ضياء الدين، إنهم كشباب فقدوا الاهتمام بالقراءة والمكتاب في السودان، نتيجة منهج النظام السابق، وسياساته ضد الكتاب وحرية الرأي. وأضاف، “الآن عودة مفروش تمثل مبادرة جيدة للشباب لتوسيع آفاقهم ومداركهم”.
ومن ميزات “مفروش”، أن الكتب المستعملة، تباع بأسعار رمزية، يستطيع كل من يزور المعرض شراء كتاب أو كتابين، واحتساء القهوة والشاي مع الأصدقاء على إيقاعات الموسيقى الجانبية.

وتنظم معرض “مفروش” (جماعة عمل الثقافية) وهي منظمة ثقافية مستقلة تأسست عام 2012، وتضم مجموعة تشكيليين ومسرحيين وموسيقيين وشعراء وكتاب ينشطون في هذه المجالات.

المصدر: الأناضول

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق