الثقافي
قصص قصيرة جدا
عهود الزيدي
(تطويع)
تطوّعت في فرقة مسرحية، قالوا لها أنها من أجل الفن، فلا تفكري بالربح.
لكن المخرج همس في قلبها: “أريدك حبيبة، أنا بحاجة لأنثى تفهمني، وكأنّك فصّلت على مقاسي”.
لم تفهم المعادلة الصعبة لحظتئذ، أن يكون التطوّع بتطويع الجسد، وأن الربح “الفني” يسير على خسارات الروح، وإشباع “الذكور”.
******
(حدود)
أصر عليها أن تركب سيارته متخذا صب البنزين سببا، مع (نسكافية بدون سكر).. كانت شفاهه عطشى، أنقض عليها بأول فرصة سانحة، لولا صفعة (أعادت له ترتيب ديكور وجهه) صارخة: أنا لست ملكك، أنت مجرد صديق، لا تخلط الحابل بالنابل.
******
(تخبط)
حملت عقدين ونصف من عمرها معها وودّعت قريتها الهادئة لتستقر في العاصمة، خلال شهر واحد، واحد فقط، تساقطت طبائع الفتاة القروية، أصبحت متمدّنة، اكتشفت خارطة جسدها، أضيئت لها المناطق المعتمة، تخطّت كل الحواجز..
سكرت لأول مرة..
أدمنت.. واستمرت!
******
(اللاأمان)
أرادته أمانها، وعدها، وأقسم..
بعد أول خوف انسلّت من بين يديه، فوعدها التالي بالأمان، وأقسم أكثر..
كرّت مسبحة أيامها بمزيد من الخيبات والضياع، وتساقطت حبّاتها دما ودمعا، وكان الخوف أمامها مشنقة!