صدر عن مؤسسة اللبان للنشر كتاب “وحنانا من لدنّا” للكاتبة هيام يونس، والذي أهدته “لكل من لا يستطيع البوح”، كما نادت في مقدمة الكتاب بنداء حنون: “أيها المتعبون، التائهون، المنكسرون، الضائعون، المتألمون.. هناك شيء أكبر منكم، يلملم بعثرتكم، ويشفي آلامكم، ويرمم شقوقكم، ويعيدكم إلى ذواتكم، ويحن إلى أرواحكم المتعبة”.
وأضافت: “لقد كانت نيتي واضحة في كتابة هذا الكتاب، أن نعيش في أنوار الكلمات، وأن يكون ملاذا لقلبك تهرب إليه من قسوة هذا العالم”.
يتضمن الكتاب مجموعة من الشذرات المتعلقة بكلمة الحنان، نقرأ منها “على المرء أن يحرس ذلك الجزء الرقيق الذي بداخله مهما حاول الناس انتزاعه.. وأن يعيش أيامه مستشعرا الحنان الذي بداخله”، وقد أشارت في الغلاف الأخير إلى مفردة “الحنيّة” فوصفتها “ضمادا للأرواح” واستدركت: ” وكيف لا تكون.. فالحنيّة هي رقة قلب، وعطف، ورحمة توهب من أصدق مكانين: القلب والروح، فإذا ما لامست أرواح البشر.. شفتهم”.
وتوزّعت نصوص الكتاب بين الكلمة والصورة، حيث جاء الكتاب في طبعة ملونة حافلة بالصور، فنقرأ أنه “توجد في حياة الإنسان لحظة غريبة لا يعرف سرها أبدا لكنها تصنع كل شيء في حياته”، كما يأتي أحد نصوص الإصدار:
وإني أدعوك يا الله في سري أن تعينني على تقبل متضادات الحياة بعين الرضا والقبول والسلام، مرارة الوحشة ولذة الألفة، جمال اللحظة وعتمة الشعور، هيجان الموج وطمأنينة المرسى، جمرة الغضب وبرد الرضا”.
يذكر أن هذا الإصدار الثاني للكاتبة من مؤسسة اللبان بعد كتابها الفتاة التي التقت السلطان، الذي روت فيه جانبا من سيرة والدتها المعلمة والإنسانة.
2.12.0.0
جميل هذا الكتاب ومحتوياته ، إذ يغور في فياف الروح الباحثة عن الأمان والدفء ، وقد امتلأت أرواحنا بالتشظي والتعب .
مزيدا من الحضور والتقدم للبان وخدمة للثقافة والمبدعين .