في حَياتِنا نصادفُ بعضَ المتغافلين الذين لا يستمعون لجميع الأطراف، الغارقين في الشاردة أو الواردة، فإن كنتم ستحكمون بمجرد سَمَاعِكُم للطرفِ الأول فلِمَ تتعبوا أنفسكم بالحكم؟
لأجلكم رُفِعَت المحاكم، وبسببكم شَبَّ الظلم، كل ما عليكم فعله لتجنب إثمكم هو الاستماع للطرفين، حتى وإن كنتم على معرفة بالأطراف فلتحكموا بعد استماعكم للجميع، لا تجعلوا نظرتكم سطحية حكمًا، ولا تتسرعوا باتخاذ أفكاركم الخاطئة دستورًا لكم.
الظلمِ منتشرٌ في مجتمعاتنا، والكثيرُ يستهين بعواقبه، ويعتقد بأنه ظَلَمَ وانتَهَىٰ، وأن أعمال الخير السابقة ستنجيه من ظلمه، فيستمر في ذلك.
كم من ظلمٍ أبكى أُناسًا في جنح الليالي وباتوا مقهورين، ولكنه رغم ذلك علق قلبه بالله، فدعى وتحسب” حسبيَ ﷲ ونعم الوكيل”؛ ليستجيب ﷲ دعواته ولو بعد حين.
سيكون من نصيبه عقابُ الدنيا وعقاب آخر في الآخرة. قيل فلان لم يعاقبه الله لم يحدث له شيء، ولكن صبرًا أولسنا بشرًا؟ فكيف لنا أن نعلم ما أصابه؟! وقد يمهله الله بعض الوقت ليسقطه سقطةً عظيمة، لا تغفل عن ظلمك وتستهن به، لا تغفل فتندم حتى وإن كان غير مسلم، فالظلم معصية كبيرة، ففوض أمرك لله، فالله يُمهل ولا يهمل، وسينتقم لك أشد انتقام، فليس هناك أحن عليك من الله.
أنت تعيش لمرة واحدة في هذه الحياة، إياك والظلم؛ فالظلم يهدم بيوتًا، وينشر العداوات، ويشتت العلاقات، وبينما أنت سابحٌ في ظلمك تدور الدنيا عليك لتذيقك مرارة فعلِك، فتغرق في همومك.
دائمًا ما نسمع حديث فلان عن فلان بالسوء، أو حقد جار على جار، وظلم صديق لصديقه، لذا سأنصحك: إما أن تقول خيرًا أو لتصمت، إني لأخشى أن تنتهي حياتي وهناكَ مَن يتحسبُ لظُلمي؛ فشعور المظلوم ليس بِهَيِّن وحقوقه المسلوبه لعظيمة عند الله، آه كم يقشَعِرُّ بدني عند التفكير في الظلم، فلا نهاية أشدُّ غصةً من نهاية الظلم.