عن دار لبان للنشر صدر للكاتبة العمانية بلقيس كتاب “جبر خاطر” المتضمن مجموعة من النصوص والخواطر المعبرة عن الشأن الإنساني، وعلاقة المرء بنفسه والموجودات حوله، مشيرة في الغلاف الأخير إلى أنه “همس تلو همس تعقبة أحاديث أمس وحاضر ومستقبل يؤنس دفاترنا” مضيفة أنهها “نتركها على رفوف السطور ونمضي بعيدا عنها نقرأها فنواسي بعضنا”.
تهدي الكاتبة كتابها “إلى النور والشمس، وإلى التي لو لم تكن لما استمت أنا.. أمي، إلى الروح التي لا زالت عالقة في صفاء قلبي.. أبي، إلى الذين يصعب علي أن أصفهم بكلمة، ولا توفي قدر مكانتهم في حياتي.. إخوتي، إلى الهدوء والسكينة والأمان والثقة.. أخواتي، إلى نفسي التي لا زالت على قيد الحياة، وعلى قيد الأمل والعطاء. وإلى الأصدقاء.. رغم بعدهم، وإلى العالم، وإلى كل من يقرأ الآن”، مضيفة في التقديم “الحمد لله على وجود القلم، والأوراق، والكتب.. فنحن حين نجف ونذبل وسط سمتنا القاحل نقرأ” حتى تقول أنه “حينا ننكسر نسقط في كتاب فيجبر كسرنا”.
وتضع المؤلفة مقولة قبل كل مقال أو خاطرة، مفتتحا يسير على ذات الرؤية، فقبل خاطرة بعنوان “لا تبال” تكتب أن “سر وجودك من الله فلا تبال”، وأنه “لا كمال في الدنيا” حيث أن “الكمال لله”، فكل شيء يعتريه النقص، كون أن “الحياة لا تخلو من العثرات والثغرات التي تجعلها ناقصة”.
وتأتي الآية القرآنية “إلا من أتى الله بقلب سليم” مفتتحا لعنوان خاطرة “عش بقلب سليم” لتنصح قارئها أن لا يهدم سعادة غيره من أجل سعادته، فصفاء القلوب مهم لصفاء الدنيا والآخرة، وتأتي جملة “على قيد الحياة يعني.. على قيد كل الأشياء الجميلة” مفتتحا لخاطرة “على قيد العيش”.
وتكتب المؤلفة بلقيس عن “براءة الحياة” كمختصر لسائر خواطر الكتاب، كونه جبر خاطر، فترى أنه “لا توجد مصاعب في الحياة، هي فقط صعوبات تأقلمنا في تقبل واقع الأقدار”ـ، فترى أن “الحياة ليست كريمة، وليست ظالمة أيضا، هي فقط احتوتنا بأقدارنا تلك التي كتبت لنا من أن كنّا نسكن في بطون أمهاتنا”.