مقالات
حتى للغربان عدالة .. !!
د. سيف المعولي
عندما تفتقد العدالة في دولة الانسان وهو الذي كرمه الله عزوجل عن سائر الخلق فتلك مصيبة.. ولكن المصيبة الاعظم عندما تفتقد العدالة في أرض العدالة !
عندما يظلم الانسان فان عرش الرحمن يهتز من هذا الظلم، لذلك اتقوا فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وقال الله تعالى في كتابه العزيز : (ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) وكثير من الآيات والأحاديث التي تنهى عن الظلم ..
وهنا تستحضرني عدالة الغربان ! فللغربان عدالة تكاد تكون أدق وأعدل من عدالة بني الانسان على الأرض، ولا أحد يخرج عن نظام هذه العدالة ..
فالغراب هو من علم الانسان كيف يواري سوأة اخيه الإنسان ..
ولكل جريمة عند الغربان لها عقوبتها الخاصة بها.. فمثلا : عقوبة سرق طعام الفراخ الصغار هو نتف ريش ريش الغراب من مجموعة من الغربان حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالفراخ الصغيرة.. أما جريمة الاعتداء على عش غيره من الغربان او هدمه فتكتفي المحكمة بالزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.. ولكن انظروا إلى عدالة الغربان في الاعتداء على حرمات الآخرين.. فالاعتداء على انثى غراب آخر يدفع الغراب مقابله حياته اذ تقضي المحكمة بقتل المعتدي ضربا بمناقير الغربان حتى الموت.
ومحاكمة الغراب تنعقد عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أراض واسعة وتتجمع هيئة المحكمة في الوقت المحدد ثم يحضر الغراب المتهم تحت حراسة مشددة لتبدا محاكمته وخلال المحكمة يطأطئ الغراب رأسه ويخفض جناحيه ويتوقف عن النعيق اعترافا بذنبه، وإذا صدر الحكم بالإعدام وثبت أنه مذنب توسعه الغربان تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى الموت .. ثم يحمله احدهم بمنقاره ليحفر له قبرا بحجم جسده يضع فيه الغراب القتيل ثم يضع عليه التراب احتراما لحرمة الموت..
انظروا المحكمة الإلهية التي يعقدها الغربان .. سبحان الله وكانها محكمة اسلامية تذكرني برجم الزاني حتى الموت.. فماهي عدالتنا نحن بني الانسان.. واين هو العدل من الظلم فيها عندما تغتصب حقوق الناس؟!!