صدر عن دار لبان للنشر كتاب “شاهد على مسيرة دبلوماسية الحكمة للسفير المتقاعد الشيخ عوض بن بدر بن مرعي الشنفري، قدّم فيه سيرته الذاتية، ومساره منذ أن كان في “جبهة تحرير ظفار”، وعبر ترحالات لأجل الدراسة والنضال، ووصولا إلى العمل في السلك الدبلوماسي، وآخرها سفير عمان لدى الولايات المتحدة.
يهدي الشيخ عوض الشنفري كتابه إلى “وطني عمان كما يليق بك أعظم إهداء، وإلى قابوس بن سعيد.. وعدت فأوفيت، فلك جلال الكلمات، وإلى السلطان هيثم بن طارق المعظم.. الخير والأمل.. وإلى أمي سعيدة، ويليق باسمك أجمل إهداء، لأن نضالك من أجلنا كعائلة عزّز فينا النضال من أجل عمان، وإلى زوجتي ليلى، أعظم الشكر والامتنان على كل شيء”.
ويبدأ الكتاب بمقال للكاتب محمد بن سيف الرحبي، الذي قام بعملية التحرير، بعنون “من الجبهة إلى الدبلوماسية”، يشير فيه إلى الأدوار المهمة التي قام بها الشنفري عبر مراحل حياته، بدأ من نضاله من أجل الدراسة في صلالة، من عصر الكتاتيب ثم التحاقه بالمدرسة السعيدية، وبعدها سافر إلى الكويت لاستكمال الدراسة بعد الابتدائية، وفيها عاش المد القومي والاشتراك في الاجتماعات السياسية، لكنه لاحقا عايش تناقضات الثورة وصراعات الثوار، وعبر تنقلات بين الكويت والقاهرة والعراق واليمن الجنوبي، ليعود إلى عمان عام 1972م، ويقابل السلطان قابوس طيب الله ثراه، فيوجّه بإرساله إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية، ويبدأ بعدها العمل الدبلوماسي في أكثر من موقع، ومنها سفيرا في باكستان والصين وغيرهما، وحتى اختياره عضوا بمجلس الدولة.
تتنوع فصول الكتاب بين مجموعة عناوين، تقدم جانبا مهما في مسيرة العمل الدبلوماسي في عمان ككل، فهي دبلوماسية الحكمة كما وصفها المؤلف، وقد انحدر من بيت عريق، فجده عوض كان رجلا معروفا تعود إليه القبائل في مسائل الصلح، وغيرها من الأحداث في تلك المرحلة المهمة وهناك صورة منشورة لوالده بدر بن مرعي الشنفري مع السلطان تيمور.
يشير الشنفري إلى أن العمل في السلك الدبلوماسي منحه فرصة التعرف على شعوب وبلدان وثقافات، معرفا الدبلوماسي الناجح هو ذلك الذي يعمل كثيرا ويتكلم قليلا، فيتحدث بقدر، مقدما نصيحته إلى الجيل الحالي بالتعرف على التاريخ العماني العريق، كونه مصدر مهم للثقة بحاضرنا هذا وبناء مستقبل يقوم على الهوية أولا، وعلى رصيدنا المعرفي والحضاري، وما أعمقه من إرث.